واقترح (١) أن أوضح هنالك سبيل الدين ، وأشرح في ذلك باذن الله صدور قوم مؤمنين ؛ ورأيت سائر العصبة (٢) الروعية ، والأولاد الروحانية ، أكبادهم الى هذا الفرات ظامئة (٣) ، وأفئدتهم الى هذا المنهل (٤) ملتاعة (٥) ، فاستخرت ربّي المهيمن (٦) الفيّاض ـ جلّ ذكره وعزّ مجده ـ وقلت لهم ها زمرة الظامئين الملحّين المقترحين ، ومعشر المتلمّسين لرحيق (٧) الحقّ من كأس اليقين! انيّ باذن الله العليم الحكيم آتيكم : ب «نبراس (٨) الضياء وتسواء (٩) السواء (١٠) فى شرح باب البداء ، وإثبات جدوى الدعاء» ، فيه جدد (١١) السّبيل الرشد ، (١٢) وأمم (١٣) الصراط السويّ ، (١٤) ومدى (١٥) الفحص الجرل (١٦) ، وقصوى القول الفصل في تحقيق حكم اللّوح والقلم وأمر القضاء والقدر على أقصى ما يتيسّر (١٧) لابن بجدته (١٨) من نوع
__________________
(١) اقترح : ـ الامر اى عرضه للبحث ، وأيضا : ابتدعه من غير مثال سابق.
(٢) العصبة : من الرجال والخيل والطير : الجماعة ، عصبة الامم أى جمعيّة الامم.
(٣) الظامئة : العطشان.
(٤) المنهل : بفتح الميم ، المورد ، موضع الشرب.
(٥) الملتاعة : المحترقة من الهمّ أو الشوق.
(٦) الظامئة : العطشان.
(٧) الرحيق : خالص لا شوب فيه.
(٨) النبراس : المشكاة.
(٩) التسواء : بكسر التاء في كلام المصنف ، وفي كتب اللغة بفتحها على وزن التفعال ، اى : الموضع المستوى. راجع : «لسان العرب» ج ٦ / ٤٤٦ ، ط بيروت.
(١٠) السواء : العدل.
(١١) الجدد : بفتح الجيم والدال ، منه المثال : «من سلك الجدد أمن العثار» أى من سلك طريق الاجماع ، وفى اللغة : الارض الغليظة المستوية.
(١٢) الرشد : بفتح الراء والشين أى الرشاد.
(١٣) أمم : طريقة ، وفى بعض الاحاديث «الأمم» بمعنى القرب واليسير. راجع : «النهاية» لابن الاثير ج ١ / ٦٩.
(١٤) السوي : المستوي.
(١٥) المدى : المنتهى والغاية.
(١٦) الجرل : جرل المكان أى صلب وغلظ.
(١٧) خ : تيسّر.
(١٨) البجدة : بضم الباء ، بجدة الامر أى باطنه وحقيقته ، يقال : «هو ابن بجدة الأمر» أى هو عالم به.