بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
باب الميم (١)
المَحْنُ : أَن تَدْأَب يَومك أَجمَع فى المشْى أَو السَّقى.
وقال السَّعْدِىّ : مَحَنْت يَومِى أَجمَع.
وأَنْشَد :
كيفَ تَرَى بالمَاتِحات مَحْنِي
المُدُدُ : الطِّوال ، الوَاحِدُ مَدِيدٌ.
والمُمْرِق (٢) من اللَّحْم : الَّذى تَشُكُّ فيهِ : هَلْ فِيهِ دَسَمٌ أَمْ لا.
وقال : إِنَّه لَفِى عيشٍ يَمْغَد فِيهِ ، وَعيْش ماغِدٍ أَى رَغْدٍ. قال أَبو نخَيْلة :
يحتَمِل الرَّحل بخَلقٍ مَغْد
أَى مُمْتَلِئٍ تَامٍّ.
والمَلِيخ (٣) من الإِبل : الذى يضرب ولا يُلقِح.
والإمْحاق (٤) أَنْ يَهْلِك كمِحاق الهلال ، وأَنْشَدَ :
أَبَاك الذِى يَكْوِى أُنوفَ عُنُوقِهِ |
|
بأَظْفاره حتى أَنَسَّ وأَمْحَقَا |
وقال : التَّمْشِير (٥) : تَقْسِيم القِدْر.
قال :
وقلتُ : أَشِيعَا مَشِّرا القِدر حَوْلَنا |
|
وأَىَّ اللَّيالِى قِدرُنا لم تمَشَّر |
__________________
(١) فى هامش الأصل : من نسخة أبى عمرو الشيبانى بخطه.
(٢) اللسان (مرق) : قال أبو حنيفة : الممرق : اللحم الذى فيه سمن قليل.
(٣) القاموس (ملخ) : المليخ : البطىء الإلقاح.
(٤) اللسان (محق) : أبو عمرو : الإمحاق : أن يهلك المال (الإبل). أو الشىء كمحاق الهلال ، وأورد البيت برواية :
أبوك الذي يكوى أنوف عنوقه
وعزاه لسبرة بن عمرو الأسدى يهجو خالد بن قيس.
(٥) اللسان (مشر) : التمشير : القسمة ، ومشر الشىء : قسمه وفرقه ، وخص بعضهم به اللحم. وقال ابن برى : البيت للمرار بن سعيد الفقعسى.
وروى البيت فى اللسان (مشر) :
فقلت لأهلى مشروا القدر حولكم |
|
وأي زمان قدرنا لم تمشر |
وجاء بعده أى لم يقسم فيها ، وأورد الجوهرى عجزه ، وأورده ابن سيده بكماله. ومعناه أظهرا أنا نقسم ما عندنا من اللحم حتى يقصدنا المستطعمون ويأتينا المسترفدون.
أى هذا الذى أمر تكما به هو خلق لنا وعادة فى الأزمنة على اختلافها.