مسألة : اعلم أنه يطلق على الذنب أنه صغير وأنه كبير ، إما على الاطلاق أو باعتبار الطاعة والمعصية ، فالذنب الصغير مطلقا هو الذي ينقص عقابه عن عقاب فاعله او يساويه في كل وقت ، وإنما قلنا في كل وقت لأنه إذا اختلف به الحال فكان يزيد عقابه على ثوابه أو يساويه في وقت وينقص عنه في وقت لم يجز إطلاق الوصف فيه بأنه صغير بل ينبغي أن تقيد بتلك الحال.
والكبير في مقابلته وهو يزيد عقابه في كل وقت على ثواب فاعله والتقييد بكل وقت لما ذكرناه أوّلا.
وأما إذا أخذ في مقابلة الطاعة والمعصية فالذنب الصغير هو الذي ينقص عقابه في كل وقت عن ثواب تلك الطاعة أو عقاب تلك المعصية ، وكذلك إذا قيل : هذا كبير في جنب هذه الطاعة أو في جنب هذه المعصية ، أي يزيد عقابه على ثوابها أو على عقابها في كل وقت.