قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مناهج اليقين في أصول الدين

    مناهج اليقين في أصول الدين

    377/607
    *

    ما مضى والقبائح موجودة فهي من فعله بإرادته.

    وأيضا لو أراد الله تعالى (١) الطاعة من الكافر لصار مغلوبا والتالي باطل اتفاقا فالمقدم مثله ، والشرطية ظاهرة ، لأن المريدين إذا تعارضا فالمغلوب من لم يقع مراده ، ولأنه تعالى علم من الكافر أنه لا يؤمن والحكيم لا يريد ما علم أنه لا يكون ، وللسمع كقوله تعالى : (لَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً) (٢) ، (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) (٣) ، (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) (٤) ، وغير ذلك.

    والجواب عن الأول ، أنه مبني على الاصل الفاسد ، وقد ثبت (٥) بطلانه فيما مضى.

    وعن الثاني ، أنه تعالى إنما لم يوصف بالمغلوبية من حيث إنه أراد الإيمان الاختياري من العبد لا الاضطراري ، وهذا لازم عليكم أيضا ، فإنه تعالى أمر الكافر بالإيمان مع أنه لا يقع.

    وعن الثالث ، لا نسلم أن الحكيم لا يريد ما لا يكون إذا كان ممكنا والإيمان ممكن من الكافر ، والدليل السمعي متأوّل ، ولا منافاة بين قولنا وبين إثبات المشية لله تعالى في خلق الإيمان والكفر فإنه تعالى قادر فلو أراد مهما أراد وقع.

    مسألة : لما ثبت أنه تعالى حكيم ثبت أنه لا يفعل إلا لغرض ، وإلا لكان عابثا تعالى الله عنه ، والأوائل نازعوا في ذلك قالوا : والا لكان ناقصا ، لأن كل من فعل الحسن فهو مستفيد (٦) صفة هي أنه قد فعل ما هو حسن به في نفسه وما هو أحسن

    __________________

    (١) الف : عبارة «الله تعالى» ساقطة.

    (٢) هود : ١١٨.

    (٣) يونس : ٩٩.

    (٤) السجدة : ١٣.

    (٥) ج : بينا.

    (٦) ب : يستفيد.