الظاهر لكل ذي فهم الا ان يحمل على إرادة العترة من لفظ الأصحاب كما قال امير المؤمنين في بعض خطب النهج مخبرا عن وبينه (نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب) الخطبة (١) وهو موافق لما روى من طريقنا ان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فسر الأصحاب الذين هم كالنجوم اذ سئل عنهم باهل بيته وعترته ، فما أدرى أهل السقيفة اذ قالوا ما قالوا وفعلوا ما فعلوا بالثقلين تمسكوا أم بآرائهم اخذوا وما بعد عبادان قرية فليجبنا ابن ابي الحديد بحق لا بما يختار ويريد ، مما يربى على كلام المبرسمين (٢) سماجة ويزيد فان مثل ذلك مما لا ينفع عند الخصام ولا يقنع به في الحجة ذوو الأفهام.
وروى ابن ابي الحديد عن احمد بن حنبل في كتاب الفضائل عن
__________________
بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) رواه القاضي في دعائم الإسلام ورواه غيره بتفاوت في بعض الحروف واتفاق في المعنى والواقع يمنع ان الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يأمر بالاقتداء بأي كان ممن يطلق عليه اسم الصحبة لأن الصحابة اختلفوا في كثير من الأمور ، ورد بعضهم على بعض ، وطعن بعضهم ببعض بل وقاتل بعضهم بعضا والعقل يمنع ان يكون علي وصحبه ومعاوية وحزبه كلهم على هدى وبأيهم يجوز الاقتداء ، ثم هل يجوز لمسلم ان يقتدي بمعاوية وعمرو بن العاص بسب علي في إعقاب الفرائض وعلى صهوات المنابر أو يقتدي ببسر بن أرطاة ـ وقد عد من الصحابة ـ وقد سفك دماء المسلمين وخرّب ديارهم ولم يتورع عن ذبح الأطفال بيده فيكون على هدى ، وهل يجوز الاقتداء بابي محجن الثقفي في شرب الخمر وهل وهل وهلم جرا!! ثم هل يصح معنى هذا الحديث فيخاطب النبي اصحابه فيقول يا اصحابي اقتدوا بأصحابي.
(١) نهج البلاغة من الخطبة ١٥٢.
(٢) البرسام : ذات الجنب وهو التهاب يصيب الغشاء المحيط بالرئة ، قال ابن منظور في لسان العرب ٢ / ٤٦ في (برسم) : «وكأنه معرب ، بر وهو الصدر وسام من اسماء الموت).