ولا يكون الضدّان
إلّا عرضين تحت جنس واحد ولا بدّ.
وكل هذا منفي عن
الخالق عزوجل ، فبطل بالضرورة أن يكون عزوجل ضدّا لخلقه إذ ليس كلّ خلاف ضدّا ، فالجوهر خلاف العرض من
كل وجه ـ حاشا الحدوث فقط ـ وليس ضدّا له.
ويقال أيضا لمن
قال هذا القول : هل تثبت فاعلا وفعلا على وجه من الوجوه؟ أو تنفي أن يوجد فاعل
وفعل البتة؟
فإن نفى الفاعل
والفعل البتة كابر العيان لإنكاره الماشي والقائم والقاعد والمتحرك والساكن .
ومن دفع هذا كان
في نصاب من لا يكلّم .
وإن أثبت الفعل
والفاعل فيما بيننا ، قيل له : هل يفعل الجسم إلّا الحركة والسكون؟ فلا بدّ من نعم
.
والحركة والسكون
خلاف الجسم ـ وليسا ضدّا له ، إذ ليسا معه تحت جنس واحد أصلا ، وإنما يجمعهما
وإيّاه الحدوث فقط.
فلو كان كلّ خلاف
ضدّا لكان الجسم فاعلا لضدّه ، وهو الحركة أو السكون.
وهذا نفس ما
أبطلوا.
فصحّ بالضرورة أنه
ليس كل خلاف ضدّا. وصحّ أن الفاعل يفعل خلافه ، لا بدّ من ذلك. فبطل اعتراضهم ،
والحمد لله رب العالمين.
إفساد الاعتراض
الرابع
قال «أبو محمد» (رضي
الله عنه) : ويقال لمن قال : لا يخلو من أن يكون محدث الأجسام أحدثها لإحراز منفعة
، أو لدفع مضرة ، أو طباعا أو لا لشيء من
__________________