ويروى حَىَّ ذبُابهُ وقال في الداء
مثلُ الكلابِ تَهِرُّ عِنْد دِرَابِها |
|
وَرِمتْ لهازِمُها من الخِزْبازِ |
وأمّا مَن قال خازِبَازِ فانه جعلهما اسميْنِ وكسَر كلَّ واحدٍ منهما لالتقاء الساكنين وضَمَّ آخِرَه حين صَيَّرهما كشئ واحدٍ (١) كما تقول مَعْدِى كربُ الا أنه اضْطُّر الى تحريك الاول للساكنيْنِ ولم يكن ذلك في معدِى كربَ لتحرُّك ما قبْل الياء الساكنة في معدِى كَرِبَ ومن قال خازُبازٍ أضاف الأول الى الثانِى كما تقول بَعْلُ بَكٍّ* واذا دخلت الخازِبازِ الالفُ واللامُ في هذه الوجوه التى تُبْنَى فيها تُرِك على بنائِه كما قال «وجُنَّ الخازِبازِ» وأما من قال الخازِباءُ فانه بَنَاه اسما كالقاصِعَاء والنافِقَاء ومن قال الخِزْباز فانه عنْدِى كِكرْباس ويكون منصَرِفا في جميع وجُوه الاعراب كما يكون الكِرْباس ومن ذلك قولهم عِنْد الدُّعَاء وسُؤال الحاجةِ آمِينَ وأَمِينَ يُخَفّفان مقصورٌ وممدود قال الشاعر
* أَمِينَ فزادَ اللهُ ما بيْننا بُعْدا*
فقصَر وقال آخر في المدِّ
يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّى حُبَّها أبدًا |
|
ويرحَمُ اللهُ عبْدا قال آمِينَا |
وانما بُنِيا وفتح آخرُهما من قِبَل أنهما صوتانِ وقَعا معًا موقِعَ فِعْل الدعاء وهو أنك اذا قلت أَمِينَ فمعناه استجِبْ يا ربَّنا كما وقع صَهْ ومَهْ في معنى اسكتْ وكُفَّ وفُتِح لالتقاء الساكنينِ ولم يُكْسر استثقالا للكسرة مع الياءِ كما قالوا مُسلِمينَ
ومما جاء من الاسمينِ اللذيْنِ جُعِلا اسمًا واحدا وآخِرُ الاول منهما ياء مكسورٌ ما قبلها مَعْدِى كرِبَ وأيادِى سَبَا وقالِى قَلَا وثمانِى عَشْرةَ وبادِى بَدَا فأمَّا مَعْدِى كربَ فاسمٌ عَلمٌ وفيه لُغات يقال مَعْدِى كَرِبُ ومَعْدِى كربٍ ومَعْدِى كرِبَ فأما مَنْ قال مَعْدِى كَرِبُ فانه جعله اسمًا واحدا وجعل الاعراب في آخره ومنَعه الصَّرفَ للتعريف والتركيب وسواء في هذا الوجه قدَّرته مدَكَّرا أو مؤنَّثا ومن قال مَعْدِىْ كرِبٍ أضافَ مَعْدِىْ الى كرِبٍ وجعل كَرِبا اسمًا مذكَّرا ومن قال مَعْدِىْ كَرِبَ على كل حالٍ فانه على وجهين الأول أن يجعلَهما اسمًا واحدا فيكون مثلَ خمسةَ عَشَرَ .... (٢) كانا مبْنِيَّين على الفَتْح قبل التسمية ثم حُكِيا في التسميَة والثانى
__________________
(١) قوله وضم آخره الخ عبارة اللسان ومن أعربه نزله بمنزلة الكلمة الواحدة فقال خاز باز اه وهي أوضح
(٢) بياض بالاصل