دفعها عنهم* سيبويه* اللهُمَّ ضَبُعًا وذِئْبًا ـ اذا كان يدعو بذلك على غنم رجل* وقال محمد بن يزيد* هذا دُعاءٌ لها لانه اذا جُمِع فيها الضَّبُع والذِّئْب تَقَاتَلا وتَشَاغَلَا عن الغنم فَسَلِمَتْ ومن المصادر المضافة المَدْعُوِّ بها قولُهم وَيْحَكَ وَوَيْلَكَ وَوَيْسَكَ وَوَبْبَكَ وليس كل شئ من هذا الضرب يضاف وانما يُنْتَهَى فى ذلك حيث انْتَهَتِ العربُ ألا ترى أنك لا تقول سَقْيَكَ ولا رَعْيَكَ وانما وجب لزوم استعمال العرب اياها هكذا لأنها أشياء قد حُذِفَ منها الفعل وجعلت بدلا من اللفظ به على مذهب أرادوه من الدعاء فلا يجوز تجاوُزُه لان الاضمار والحذف اللازم واقامة المصادر مقام الأفعال حتى لا تظهر الأفعال معها ليس بقياس مُطَّرِدٍ فَيُتَجاوزَ فيه الموضعُ الذى لَزِمُوه والكاف هنا للتخصيص كما أنّ لك بعد سَقْيًا للتخصيص وأصلُ الكلمات وَيْلٌ وَوَيْحٌ وَوَيْسٌ* وقال الفراء* أصلُها كُلِّها وَىْ فأمَّا وَيْلَكَ فهى وَىْ زيدت عليها لام الجر فان كان بعدها مَكْنِىٌّ كانت اللام مفتوحة كقولك وَيْلَكَ وَوَيْلَهُ وان كان بعدها ظاهر جاز فتح اللام وكسرها وذلك أنه ينشد
يا زِبْرِقَانُ أَخَابَنِى خَلَفٍ |
|
ما أَنْتَ وَيْلَ أَبِيك والفَخْرُ |
بكسر اللام وفتحها فالذين كسروا اللام تركوها على أصلها والذين فتحوا اللام جعلوها مخلوطة بِوَىْ كما قالت العرب يَالَ تَمِيم ثم أُفْرِدَتْ هذه فَخُلِطت بِيَا كأَنَّها منها وأنشد الفراء
فَخَيْرٌ نَحْنُ عِنْدَ الناسِ مِنْكُمْ |
|
اذَا الدَّاعِى المُثَوِّبُ قال يالا |
ثم كثُر الكلام فأدخلوا لها لاما أخرى يعنى وَيْلٌ لك وَوَيْحٌ لِزَيد وذلك أن وَيْحًا وَوَيْسًا هما كنايتان عن الوَيْل لان الويل كلمة شَتْمٍ معرفة مصرحة وقد استعملتها العرب حتى صارت تعجبا يقولها أحدهم لمن يُحِبُّ ومن يُبْغِض فَكَنَوْا بالوَيْسِ عنها ولذلك قال بعض العلماء الوَيْسُ رَحْمة كما كَنَوْا عن غيرها فقالوا قاتَلهُ اللهُ ثم استعظموا ذلك فقالوا قاتَعَهُ اللهُ وكاتَعَهُ اللهُ كما قالوا جُوعًا له ثم كَنَوْا عنها فقالوا جُوسًا له وَجُودًا ومعناهما الجُوع* وقال مَنْ رَدَّ على الفراء* لو كان كما قال الفراء لما قيل وَيْلٌ لزيد فَيَضُمُّ اللام ويُنَوِّن ويُدْخِل لا ما أخرى ومَثَّلَ سيبويه بقولك وَيْلَكَ وأخواتها وأن غيرها من المصادر لا يجرى مجراها فى حذف اللام قولَهم عَدَدْتُكُ وكِلْتُك