حبيب السجستاني (١) ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أخرج ذرّية آدم عليهالسلام من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق بالربوبيّة له وبالنبوّة لكلّ نبي ، فكان أوّل من أخذ له عليهم الميثاق نبوّة محمّد بن عبدالله صلىاللهعليهوآله .
ثمّ قال الله عزّ وجلّ لآدم : اُنظر (٢) ما ترى؟ قال : فنظر آدم عليهالسلام إلى ذرّيّته وهم ذرّ قد ملؤا السماء ، فقال آدم عليهالسلام : يا ربّ ما أكثر ذرّيّتي ولأمر ما خلقتهم ، فما تريد منهم بأخذك الميثاق عليهم؟ قال الله عزّ وجلّ : يعبدونني (٣) ولا يشركون بي شيئاً ، ويؤمنون برسلي ويتّبعونهم.
قال آدم عليهالسلام : يا ربّ فمالي أرى بعض الذرّية أعظم من بعض ، وبعضهم له نور كثير ، وبعضهم له نور قليل ، وبعضهم ليس له نور؟ قال الله عزّ وجلّ : كذلك خلقتهم لأبلوهم في كلّ حالاتهم ، قال آدم عليهالسلام : يا ربّ فتأذن لي في الكلام فأتكلّم؟ قال الله عزّ وجلّ له : تكلّم فإنّ روحك من روحي ، وطبيعتك خلاف كينونيّتي ، قال آدم عليهالسلام : يا ربّ فلو كنت خلقتهم على مثال واحد ، وقدر واحد ، وطبيعة واحدة ، وجبلّة (٤) واحدة ، وألوان واحدة ، وأعمار واحدة ، وأرزاق واحدة ، سواء لم يبغ بعضهم على بعض ، ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ، ولا اختلاف في شيء من
__________________
١ ـ حبيب السجستاني : عدّه البرقي في أصحاب الإمام الباقر عليهالسلام ، وفي أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام قائلاً : حبيب بن المعلّى سجستاني ، وزاد الشيخ عليه الإمام السجاد علي بن الحسين عليهالسلام.
رجال البرقي : ١٥ و ١٨ ، رجال الطوسي : ٨٨ / ٢٤ و ١١٦ / ٣٢ و ١٧٢ / ١٢٠.
٢ ـ في نسخة « س » زيادة : ما بين السماء والأرض.
٣ ـ في نسخة « ض » : يصدّقونني.
٤ ـ الجبلّة : الخلقة. الصحاح ٤ : ١٦٥١ ـ جَبَل.