أَقْدام» أَقْدام الظّل التى تعرف بها أوقات الصلاة هى قَدَم كل إنسان على قدر قامَتِه ، وهذا أمر مختلف باختلاف الأقاليم والبلاد ؛ لأن سبب طول الظل وقصره هو انحطاط الشمس وارتفاعها إلى سمت الرؤوس ، فكلّما كانت أعلى ، وإلى محاذاة الرؤوس فى مجراها أقرب ، كان الظل أقصر ، وينعكس الأمر بالعكس ، ولذلك ترى ظلّ الشتاء فى البلاد الشماليّة أبدا أطول من ظل الصيف فى كل موضع منها ، وكانت صلاته عليه الصلاة والسلام بمكة والمدينة من الإقليم الثانى. ويذكر أنّ الظل فيهما عند الاعتدال فى آذار وأيلول ثلاثة أَقْدام وبعض قَدَم ، فيشبه أن تكون صلاته إذا اشتدّ الحرّ متأخّرة عن الوقت المعهود قبله إلى أن يصير الظلّ خمسة أَقْدَام ، أو خمسة وشيئا ، ويكون فى الشتاء أوّل الوقت خمسة أَقْدام ، وآخره سبعة ، أو سبعة وشيئا ، فينزّل هذا الحديث على هذا التقدير فى ذلك الإقليم دون سائر الأقاليم. والله أعلم.
[ه] ومنه حديث عليّ «غير نكل فى قَدَمٍ ولا واهنا فى عزم (١)» أى فى تَقَدُّم. ويقال : رجل قَدَمٌ إذا كان شجاعا. وقد يكون القَدَم بمعنى التقدُّم.
(س) وفى حديث بدر «أَقْدِم حيزوم» هو أمر بالإِقْدام. وهو التقدُّم فى الحرب. والإِقْدام : الشجاعة. وقد تكسر همزة : «إقْدَم» ، ويكون أمرا بالتقدّم لا غير. والصحيح الفتح ، من أقْدَم.
(س) وفيه «طوبى لعبد مغبّر قُدُمٍ فى سبيل الله» رجل قُدُمٌ بضمتين : أى شجاع. ومضى قُدُماً إذا لم يعرّج.
(س) ومنه حديث شيبة بن عثمان «فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : قُدْماً ، ها» أى تَقَدَّموا و «ها» تنبيه ، يحرّضهم على القتال.
وفى حديث عليّ «نظر قُدُماً أمامه» أى لم يعرّج ولم ينثن. وقد تسكّن الدال. يقال : قَدَمَ بالفتح يَقْدُم قُدْماً : أى تَقَدَّم.
(س) وفيه «أنّ ابن مسعود سلّم عليه وهو يصلى فلم يردّ عليه ، قال : فأخذنى ما قَدُم
__________________
(١) رواية الهروى : «لغير نكل فى قدم ، ولا وهى فى عزم». وقال ابن الأثير فى مادة (وها) : ويروى «ولا وهى فى عزم».