وفي حديث عثمان «قال حين تنكر له الناس : إنّ هؤلاء النّفر رعاع غَثْرَة» أي جهّال ، وهو من الأَغْثَر : الأغبر. وقيل للأحمق الجاهل أَغْثَر ، استعارة وتشبيها بالضّبع الغَثْرَاء للونها ، والواحد : غَاثِر.
قال القتيبيّ : لم أسمع غَاثِراً ، وإنّما يقال : رجل أَغْثَر إذا كان جاهلا.
[ه] وفي حديث أبي ذرّ «أحبّ الإسلام وأهله وأحبّ الغَثْرَاء» أي عامّة الناس وجماعتهم. وأراد بالمحّبة المناصحة لهم والشّفقة عليهم.
وفي حديث أويس «أكون في غَثْرَاء الناس» هكذا جاء في رواية (١) : أي في العامّة المجهولين. وقيل : هم الجماعة المختطلة من قبائل شتّى.
(غثا) في حديث القيامة «كما تنبت الحبّة في غُثَاء (٢) السّيل» الغُثَاء بالضم والمدّ : ما يجيء فوق السّيل ممّا يحمله من الزّبد والوسخ وغيره. وقد تكرر في الحديث.
وجاء في كتاب مسلم «كما تنبت الغُثَاءَة» يريد ما احتمله السّيل من البزورات.
ومنه حديث الحسن «هذا الغُثَاء الذي كنّا نحدّث عنه» يريد أرذال الناس وسقطهم.
(باب الغين مع الدال)
(غدد) (س) فيه «أنّه ذكر الطّاعون فقال : غُدَّةٌ كغُدَّةِ البعير تأخذهم في مراقّهم» أي في أسفل بطونهم. الغُدَّة : طاعون الإبل ، وقلّما تسلم منه. يقال : أَغَدَّ البعير فهو مُغِدّ.
ومنه حديث عامر بن الطّفيل «غُدَّة كغُدَّة البعير ، وموت في بيت سلوليّة».
(س) ومنه حديث عمر «ما هي بمُغِدٍّ فيستحجى لحمها» يعنى النّاقة ، ولم يدخلها تاء التأنيث لأنه أراد ذات غُدَّة.
وفي حديث قضاء الصلاة «فليصلّها حين يذكرها ومن الغَدِ للوقت» قال الخطّابي : لا أعلم
__________________
(١) انظر ص ٣٣٨.
(٢) رويت : «فى حميل السيل» وسبقت فى «حمل».