ما اخترتك (١) إلّا لنفسي ، فانت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ورفيقي (٢) (وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي) (٣) ، ثمّ تلا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) المتحابّون في الله ينظر بعضهم إلى بعض. (٤) والمؤاخاة تستدعي المناسبة والمشاكلة ، فلمّا اختصّ عليّ عليهالسلام بمؤاخاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان هو الإمام.
__________________
(١) في نسخة الحجريّة : أخّرتك.
(٢) في «ش ١» و«ش ٢» : وارثي.
(٣) ما بين القوسين ليس في «ر».
(٤) أخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده ١ : ٤١٣ ـ ٤١٤ / الحديث ٤٣٦ عن ابن عباس ، قال : نزلت في عليّ بن أبي طالب وحمزة وجعفر وعقيل وأبي ذر وسلمان وعمّار والمقداد والحسن والحسين عليهمالسلام.
وأخرج المحب الطبري في ذخائر العقبى : ٦٦ عن ابن عمر ، قال : آخى رسول الله صلىاللهعليهوآله بين أصحابه ، فجاء عليّ تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد! قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، ثم قال : أخرجه الترمذي ، وقال : حديث حسن ، وأخرجه البغوي في «المصابيح» في الحسان.
ثم قال المحبّ الطبري : وفي رواية من حديث الإمام أحمد أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال له لمّا قال : آخيت بين أصحابك وتركتني! قال : ولم تراني تركتك ؛ إنّما تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك.
وأخرج في الرياض النضرة ١ : ١٣. عن زيد بن أوفى ، قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله مسجده ... ثم ساق حديث المؤاخاة ، ثم قال : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال ، وخرّج الإمام أحمد بن حنبل في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب معنى حديث المؤاخاة مختصرا.
وأخرج القندوزي في الينابيع ١ : ٣٥٤ / الباب ٣٩ ـ الحديث ٣ في تفسير الآية عن أحمد بن حنبل في مسنده وابن المغازلي في المناقب بسنديهما عن الحسن بن عليّ عليهماالسلام قال : فينا نزلت هذه الآية (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ، وقال : أيضا عن جعفر الصادق عليهالسلام مثله.
وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط ٨ : ٣٣٠ / الحديث ٧٦٧١ بسنده عن أبي هريرة ، قال : قال عليّ بن أبي طالب : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها ، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء. وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيلا وجعفرا في الجنّة إخوانا على سرر متقابلين : أنت معي وشيعتك في الجنّة ، ثم قرأ رسول الله (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) [لا] ينظر بعضهم في قفا صاحبه.