من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلا إلّا عيسى ابن مريم ، فأنزل الله تعالى على نبيّه (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) ـ إلى قوله تعالى ـ (لَجَعَلْنا مِنْكُمْ) ـ يعني من بني هاشم ـ (مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) (١) (٢).
ونحوه رواه في المناقب (٣) ، ومجمع البيان (٤) ، والتهذيب (٥) ، والقمّيّ (٦) ، باختلاف يسير لا يقدح في المطلب. وبالجملة هو المشهور في روايات الأصحاب ، ومعنى يصدّون : يضجّون أو يعرضون.
ومن رجال المخالفين : فقد رواه أحمد بن حنبل (٧) في مسنده بطرق ثمانية على ما ضبطها بعض المحدّثين ، وابن المغازليّ (٨) في المناقب ، ومحمّد بن عبد الواحد التميميّ في الجزء الثالث من جواهر الكلام في حروف النداء ، وابن عبد ربّه في كتاب العقد الفريد (٩).
فما ذكره المفسّرون في الآية وجوه محتملة ، هي اجتهاد في مقابلة النّصوص المعتبرة من الفريقين ، وتفسير بالرأي المنهيّ عنه ، وهذا الحديث من تمثيله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام بعيسى ابن مريم عليهماالسلام.
وقوله صلىاللهعليهوآله : لو لا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون
__________________
(١) ـ الزخرف : ٦٠.
(٢) ـ الروضة من الكافي ٨ : ٥٧.
(٣) ـ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ : ٣٢٤.
(٤) ـ مجمع البيان ٤ : ٥٣.
(٥) ـ تهذيب الأحكام ٣ : ١٤٤ ، ١٤٥.
(٦) ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٢٨٦.
(٧) ـ مسند أحمد بن حنبل ١ : ١٦٠.
(٨) ـ مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن المغازلي ٧١ ؛ ترجمة الإمام عليّ عليهالسلام لابن عساكر ٢ : ٢٨٠.
(٩) ـ العقد الفريد ٢ : ١٩٤.