ورواه من علماء الجمهور الحميديّ في الجمع بين الصحيحين (١).
وهذا نصّ في أنّ لكلّ زمان من أزمنة التكليف إماما يجب على الناس عرفانه ؛ ويشهد به أيضا قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (٢) (٣).
والإمام في هذا الخبر وهذه الآية هو الحجّة الإلهيّة ، أعمّ من النبيّ والوليّ (٤).
ونصّ على أنّ الإمامة من الأصول (٥) ، ضرورة أنّ الجاهل بالفروع ليس يموت ميتة الجاهليّة ، أي كافرا مشركا زنديقا. وحمله بعض المنافقين على أنّ المراد به هو القرآن (٦).
ويدفعه أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ كما في الآية أيضا ـ أضاف الإمام إلى أهل كلّ زمان ، فيختلف باختلاف الأزمنة ، والقرآن واحد.
وأيضا لو أريد به القرآن لاقتضى وجوب تعلّمه على الأعيان (٧) ، وهو خلاف
__________________
الأبرار ١٨٩. وحديث «من مات ولم يعرف ...» من أصحّ الأحاديث المتّفق عليها ، وله ألفاظ أخرى ترجع كلّها الى معنى واحد.
(١) ورواه أيضا أحمد في مسنده ٤ : ٩٦ ؛ والبخاريّ في تاريخه الكبير ٦ : ٤٤٥ ؛ والطبرانيّ في معجمه الأوسط ١ : ١٧٥ ح ٢٢٧.
(٢) الإسراء : ٧١.
(٣) في الجامع لأحكام القرآن للقرطبيّ ١٠ : ٢٩٧ : روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في قوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا ...) فقال : كلّ يدعى بإمام زمانهم. وروى الطوسيّ في التبيان في تفسير القرآن ٦ : ٥٠٤ ، عن عليّ عليهالسلام قال : بإمام عصرهم. وروى العيّاشي في تفسيره (٢ : ٣٠٣) عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : إذا كان يوم القيامة ، يدعى كلّ بإمامه الذي مات في عصره. وجاء في شرح المواقف ٨ : ٣٤٦ : تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأوّل بعد وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآله على امتناع خلوّ الوقت عن خليفة وإمام. وروى الديلميّ في فردوس الأخبار ٥ : ٤٤٧ قال : أي إمام زمانهم ، وكتاب ربّهم ، وسنّة نبيّهم. وفي تفسير الثعلبيّ ٦ : ١١٥ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله يؤتى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربّهم وسنة نبيهم.
(٤) الألفين ١٢.
(٥) نهج الإيمان ٣٠.
(٦) قال السجستانيّ في تفسير غريب القرآن ١٦ : المراد بإمامهم أي بكتابهم ، ويقال : بدينهم.
(٧) أي الأعيان الشخصيّة. محمّد حسين