معصومة ، ودليل كل من صغرى القياس وكبراه قطعي ، لأنّها لو لم تكن معصومة لخالفت الحق مطلقا ، خطأ أو عمدا ، ولا شيء من خلاف الحق مطلقا بحق ، ولما لم تزل ظاهرة على الحق مطلقا ، ثبت أنّها معصومة. ولا قائل بالعصمة لغير الأئمة من البيت النبوي (ص) بالإجماع.
ثالثا : نحن لم نجد في أدلّة المسلمين من الكتاب والسنّة ما يشير إلى وجوب رجوع الناس إلى واحد من أئمة هذه المذاهب ، ولم نجد ما يثبت وجود واحد منهم في زمان النبي (ص) فكيف يا ترى يمكن حمل الحديث عليهم ، وهم لا وجود لهم في عصره (ص) ، ولم يأت على ذكر واحد منهم في حديثه؟ وأين هم من عصر النبي (ص) وقد ولد الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت سنة (٨٠ ه) ومات سنة (١٥٠ ه) على ما سجّله ابن خلكان في (وفيات الأعيان ص ١٦٣ و ١٦٦ من جزئه الثاني) ويقول في ص ٤٢٩ من جزئه الأول : (ولد الإمام مالك سنة (٩٥ ه) ومات سنة (١٧٩ ه)) وقال في ص ٤٤٧ من جزئه الأول : (ولد الإمام محمد بن إدريس الشافعي سنة (١٥٠ ه) ومات سنة (٢٠٤ ه)) ويقول في ١٧ من جزئه الأول : (ولد الإمام أحمد بن حنبل سنة (١٦٤ ه) ومات سنة (٢٤١ ه)).
فإن كنتم تجدون في كتاب الله وسنّة نبيّه (ص) ما يشعر بوجوب رجوع المسلمين في أخذ أحكام دينهم إلى واحد من هؤلاء الأربعة وأنّ الآخذ منهم مبرئ للذمة ، ومسقط للمسئولية ، أمام الله تعالى يوم القيامة فاذكروه لنا ليكون الناس على بصيرة من أمر دينهم ، وهيهات لكم ذلك لأنّ كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه (ص) خاليان من ذلك وأنتم تعلمون!.