__________________
وإليك تهذيب ما جاء هناك :
أصفقت الأمة الإسلامية على أن في هذه الأمة لدة الأمم السابقة اناس محدّثون ، وقد أخبر بذلك النبي الأعظم كما ورد في الصحاح والمسانيد من طريق الفريقين.
والمحدّث من تكلّمه الملائكة بلا نبوة ولا رؤية صورة ، أو يُلهم له ويُلقى في روعه شيء من العلم على وجه الإلهام والمكاشفة من المبدأ الأعلى ، أو يُنكت له في قلبه من حقائق تخفى على غيره ، أو غير ذلك من المعاني التي يمكن ان يراد منه.
فقد روى البخاري في صحيحهِ باب مناقب عمر بن الخطاب عن أبي هريرة قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجالٌ يكلّمون من غير ان يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمّتي منهم أحدّ فعمر.
قال القسطلاني في ارشاد الساري ٦ / ٩٩ : وليس قوله «فإن يكن» للترديد بل للتأكيد.
وأخرج البخاري في صحيحه بعد حديث الغار عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.
وأخرج مسلم في صحيحه في باب فضائل عمر عن عائشة عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، مثل ما أخرجه البخاري.
ورواه ابن الجوزي في صفوة الصفوة ١ / ١٠٤ وقال : حديث متفق عليه.
وأخرجه ابو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار ٢ / ٢٥٧ بطرق شتى عن عائشة وابي هريرة. وأخرج قراءة ابن عبّاس : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث : قال : معنى قوله محدّثون أي ملهمون ، فكان عمر رضى الله عنه ينطق بما كان ينطق ملهماً.
ثمّ عدّ من ذلك ما قد روي عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب : وافقني ربي أو وافقت ربي في ثلاث. قلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى ، فنزلت : «واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى.