وليتني أقف وقومي على تلك الرقاع الكثيرة وقد جمعها العلّامة المجلسي في المجلّد الثالث عشر من البحار في اثنتي عشرة صحيفة من ص ٢٣٧ ـ ٢٤٩ والتي ترجع منها إلى الأحكام إنما تُعدُّ بالآحاد ولا تبلغ حدَّ العشرات ، فهل مستند تعبّد الإمامية من بدء الفقه إلى غايته هذه الصحائف المعدودة؟ أم يحقّ أن تكون تلك المعدودة بالآحاد هي مأخذ غالب مذاهبهم؟ أنا لا أدري لكن القارئ يدري.
إنّما يفتري الكذب الّذين لا يؤمنون بآيات الله.
وليته كان يذكر رقعة عليِّ بن الحسين بن بابويه بنصّها حتّى تعرف الأمّة أنّها رقعةٌ واحدة ليست إلّا ، وليس فيها ذكر من الأحكام حتّى تتعبّد بها الإمامية ، وإليك لفظها برواية الشيخ في كتاب الغيبة :
كتب عليٌّ بن الحسين إلى الشيخ أبي القاسم حسين بن روح على يد عليّ بن جعفر أن يسأل مولانا الصاحب أن يرزقه أولاداً فقهاء.
فجاء الجواب : إنّك لا تُرزق من هذه وستملك جاريةً ديلميّةً وتُرزق منها ولدين فقيهين (١).
__________________
(١) وقد ولد له أبو جعفر محمد ، وأبو عبد الله الحسين من أم ولد. (المؤلف)