صح ذلك لزم عليه
الحكم بتحريم أعمال الحج والعمرة فانّها مشابهة لأعمال المشركين ، أمام أربابهم
وآلهتهم.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى
لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
السؤال الخامس : إن
طلب الشفاعة دعاء الغير ، وهو عبادة له
طلب الحاجة من
غيره سبحانه حرام فانّ ذلك دعاء لغير الله وهو حرام. قال سبحانه : (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (الجن / ١٨) وإذا
كانت الشفاعة ثابتة لأوليائه وكان طلب الحاجة من غيره حراماً فالجمع بين الأمرين
يتحقق بانحصار جواز طلبها من الله سبحانه خاصة ، ويوضح ذلك قوله سبحانه : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ
الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)
(فاطر / ٦) ، فقد
عبّر عن العبادة في الآية بلفظ الدعوة في صدرها وبلفظ العبادة في ذيلها ، وهذا
يكشف عن وحدة التعبيرين في المعنى. وقد ورد قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الدعاء مخّ العبادة».
على هامش السؤال
لا أظن أنّ أحداً
على وجه البسيطة يجعل الدعاء مرادفاً للعبادة. وإلّا لم يمكن تسجيل أحد من الناس ـ
حتى الأنبياء ـ في ديوان الموحدين ، فلا بد أن يقترن بالدعاء شيءٌ آخر ، ويصدر
الدعاء عن عقيدة خاصة في المدعوّ وإلّا فمجرّد دعوة الغير حيّاً كان أو ميتاً ، لا
يكون عبادة له.