وعنه : أبو عبد الله الحاكم ، وأبو الحسن بن رزقويه ، وأبو الحسين بن بشران ، وأحمد بن عبد الله المحامليّ ، وأبو عليّ بن شاذان وهو آخر من حدّث عنه.
قال الخطيب (١) : سمعت غير واحد يحكي أنّ الأشراف والكتّاب وأهل الأدب كانوا يحضرون عند أبي عمر الزّاهد ليسمعوا منه كتب ثعلب وغيرها.
وكان له جزء جمع فيه فضائل معاوية ، فلا يقرئهم شيئا حتّى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء. وكان جميع شيوخنا يوثّقونه في الحديث.
وقال أبو عليّ التّنوخيّ (٢) : من الرّواة الّذين لم ير قطّ أحفظ منهم أبو عمر غلام ثعلب ، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة فيما بلغني ، حتّى اتّهموه لسعة حفظه : فكان يسأل عن الشّيء الّذي يظنّ السّائل أنّه قد وضعه فيجيب عنه ، ثمّ يسأله غيره عنه بعد سنة فيجيب بذلك الجواب.
وقال رئيس الرّؤساء عليّ بن الحسن : قد رأيت أشياء ممّا أنكروا عليه مدوّنة في كتب أهل العلم.
وقال عبد الواحد بن عليّ بن برهان : لم يتكلّم في اللّغة أحد أحسن من كلام أبي عمر الزّاهد.
قال : وله كتاب «غريب الحديث» ، صنّفه على «مسند أحمد».
ونقل القفطيّ (٣) أنّ صناعة أبي عمر الزّاهد كانت التّطريز ، وكان اشتغاله بالعلوم قد منعه من التّكسّب ، فلم يزل مضيّقا عليه. وكان إبراهيم بن ماسيّ يصله. وكان آية في حفظ الأدب.
وكان في شبيبته يؤدّب ولد القاضي عمر بن يوسف.
وله من التّصانيف : «غريب الحديث» ، «كتاب الياقوتة» ، «فائت الفصيح» ، «العشرات» ، و «الشّورى» ، «تفسير أسماء الشّعراء» ، «كتاب القبائل» ، «النّوادر» ، «كتاب يوم وليلة» ، وغير ذلك.
__________________
(١) في تاريخه.
(٢) في نشوار المحاضرة ٤ / ٢٢٦.
(٣) في : إنباه الرواة ٣ / ١٧٢.