الحاصل له. وقد روي أن الله تعالى أنزل القرآن دفعة إلى سماء الدنيا فحفظته الحفظة ، أو كتبته الكتبة ، ثم منزل منها بلسان جبريل (١) على النبي (٢) عليه صلىاللهعليهوسلم شيئا فشيئا بحسب المصالح.
فإن قيل : المكتوب في المصحف هو الصور والأشكال لا اللفظ ولا المعنى.
قلنا : بل اللفظ لأن الكتابة تصوير اللفظ بحروف هجائية.
نعم المثبت في المصحف هو الصور والأشكال.
فإن قيل : القديم دائم فيكون مقارنا للتحدي ضرورة ، فلا يكون ذلك من خواص الحادث.
قلنا معناه : أن يدعو العرب إلى المعارضة والإتيان بالمثل وذلك (٣) لا يتصور ، وذلك في الصفة القديمة.
فإن قيل : النسخ كما يكون للفظ يكون للمعنى.
قلنا : نعم لكن يخص الحادث. لأن القديم لا يرتفع ولا ينتهي.
فإن قيل : وقوع كلمة «كن» عقيب إرادة تكوين الأشياء على ما تعطيه كلمة الجزاء ، وإن دل على حدوثها لكن عموم لفظ شيء (٤) من حيث وقوعه في سياق النفي معنى. أي ليس قولنا لشيء مما يقصد إيجاده وإحداثه كما في قوله صلىاللهعليهوسلم «وإنما لكل
__________________
(١) جبريل : أحد الملائكة الأربعة الذين يعرفون بحملة العرش ، وهم إسرافيل وجبريل وميكائيل وعزرائيل. وقد جاء ذكر جبريل في القرآن بالنص وبالإشارة قال تعالى : قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله. ولجبريل أسماء ونعوت منها : جبريل الأمين ، وأمين الوحي ، وخازن القدس ، والروح الامين ، والناموس الاكبر ، وطاوس الملائكة ، وقد أشير إليه في القرآن ببعض هذه النعوت.
(٢) في (أ) بزيادة (على النبي) راجع القاموس الإسلامي ج ١ ص ٥٧٦
(٣) في (أ) بزيادة (وذلك).
(٤) في (ب) شاء بدلا من (شيء).