خاتمة
(قال : خاتمة.
علمه لا يتناهى ومحيط بما لا يتناهى كالأعداد والأشكال وبكل موجود ومعدوم وكلي جزئي لعمومات النصوص ولأن المقتضى للعالمية الذات وللمعلومية صحتها من غير مخصوص لتعاليه عن أن يفتقر في كماله [وخالف بعضهم في العلم بالعلم (١)] لاقتضائه إلى صفات غير متناهية وبعضهم في العلم بما لا يتناهى لاستحالة وجوهها مع المحذور السابق وبعضهم في العلم بالمعدوم لأنه نفي محض لا تميز فيه والمعلوم متميز وضعف الكل ظاهر).
قال : خاتمة علم الله تعالى غير متناه بمعنى أنه لا ينقطع ، ولا يصير بحيث لا يتعلق بالمعلوم ، ومحيط بما هو غير متناه كالأعداد والأشكال ، ونعيم الجنان ، وشامل لجميع الموجودات والمعدومات الممكنة والممتنعة وجميع الكليات والجزئيات إما سمعا فبمثل قوله تعالى: (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٢) (عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ ، وَلا فِي الْأَرْضِ) (٣) (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ، وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) (٤) (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) (٥) إلى غير ذلك. وإما عقلا فلأن المقتضى للعالمية هو الذات إما بواسطة المعين أعني العلم على ما هو رأي الصفاتية ، أو بدونها على ما هو رأي النفاة. وللمعلومية إمكانها ، ونسبة الذات إلى الكل على السوية. فلو اختصت عالميته بالبعض دون البعض لكان لمخصص وهو محال ، لامتناع احتياج الواجب في صفاته ، وكمالاته ، لمنافاته الوجوب والغنى(٦) المطلق.
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من (أ) و (ج).
(٢) سورة البقرة آية رقم ٢٨٢.
(٣) سورة سبأ آية رقم ٣.
(٤) سورة غافر آية رقم ١٩.
(٥) سورة النحل آية رقم ٢٢ والبقرة ٧٧.
(٦) في (ب) والغناء بدلا من (والغنى).