الذهب ، لا تبقى على صورها لكونها تابعة للمزاج المنعدم (١) عند تصغر الأجزاء جدا. فالتركيب المفضى إلى حصول المزاج التابع لتصغر الأجزاء ، لا كتركيب الشخص من الأعضاء ، لا يكون عند التحقيق إلا من البسائط العنصرية ، ولهذا لا يكون حجم الذهب ووزنه بين حجم الزئبق والكبريت (٢) ووزنيهما ، على ما هو قياس المركب من الأجسام المختلفة في الثقل الباقية على صورها ، بل حجمه ، أقل منهما بكثير ووزنه أكثر على ما سيأتى.
[قال (خاتمة)
الأجسام تتفاوت في الثقل لاختلاف الصور ، وبحسب ذلك تتفاوت في الحجم والحيز ، وفي الطفو على الماء والرسوب فيه ، ويختلف وزن كل في الماء والهواء ، ويتعين جميع ذلك بتعين الماء الذي يخرج من الإناء حين يلقى فيه قدر معين من كل منها ، مثلا ماء مائة مثقال من الذهب خمسة مثاقيل وربع ، ومن الفضة تسعة وثلثان ، ونسبة ماء الذهب إلى ماء الفضة نسبة حجمه إلى حجمها ، وثقلها إلى ثقله ، وإذا سقط ماء كلّ عن وزنه في الهواء بقي وزنه في الماء ، وما كان ماؤه أقل من وزنه ، فهو راسب أو أكثر فطاف ، وإن تساويا نزل فيه بحيث يماس أعلاه (٣) سطح الماء].
هذا بحث شريف يتفرع عليه أحكام كثيرة في باب الفلزات (٤) والأحجار ،
__________________
(١) في (ب) المتقدم بدلا من (المنعدم)
(٢) الكبريت : عنصر لا فلزي ، رمزه ، (كب) ذو شكلين بلورين أصفرين ، وثالث غير بلوري قاتم اللون. نشيط كيميائيا ينتشر في الطبيعة ، وهو أحد العناصر الموجودة في الجبلة (البرموتوبلازم) يستعمل لتحضير (البارود ، كبريتات الباريوم ، وثاني اكسيد الكبريت وحمص الكبريتيك ، وعجينة الورق ، والمطاط ، والثقاب ، ومبيدات الحشرات).
(٣) في (أ) أعلى بدلا من (أعلاه)
(٤) الفلزات : واحدها : فلز : عنصر كيميائي يتميز ببريق خاص وبقابليته لتوصل الحرارة والكهرباء ، وقدرته على تكوين أيون موجب ، وتكون الفلزات نحو ثلثي العناصر المعروفة ، وتختلف في الصلادة ، والقابلية للطرق ، والسحب ، وقوة الشد ، والثقل النوعي ، ونقطة الانصهار ، والكروم أصله الفلزات والسيزيوم أكثرها رخاوة ، والفضة أحسنها توصيلا للكهرباء ويليها النحاس فالذهب فالألومنيوم ، وكل الفلزات موصلة جيدة نسبيا للحرارة ويمكن ترتيبها حسب نشاطها في متسلسلة دفع كهربائية وعموما يستطيع أي فلز أن يحل محل الهيدروجين