الهواء (١) ، وبارد رطب هو الماء وبارد يابس هو) (٢) الأرض ، وبنوا طرق الحصر على هذه الكيفيات الأربع ، ولوازمها ، مثل الخفة والثقل على الإطلاق أو الإضافة ، ومثل الاجماع والافتراق بسهولة أو عسر ، والتعويل على الاستقراء].
المعول عليه من أقوال الفلاسفة ، أنها أربعة النار والهواء والماء والأرض ، لأن الشواهد الحسية ، والتجربة والتأمل في أحوال التركيبات والتحليلات ، قد دلت على أن الأجسام العنصرية بسائطها ومركباتها لا تخلو عن حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة ، ولم يوجد في البسائط ما يشتمل على واحدة فقط ، ولم يمكن اجتماع الأربعة أو الثلاثة لما بين الحرارة والبرودة ، وبين الرطوبة واليبوسة من التضاد ، فتعين اجتماع اثنتين من الكيفيات الأربع في كل بسيط عنصري ، فالجامع بين الحرارة واليبوسة هو [النار (٣) ، وبين الحرارة والرطوبة هو الهواء ، وبين البرودة والرطوبة هو الماء ، وبين البرودة واليبوسة] (٤) هو الأرض ، ومبنى ما ذكروا في بيان الحصر على هذه الكيفيات الأربع كما يقال. العنصر إما حار أو بارد ، وكل منهما إما يابس أو رطب ، أو على لوازمها. كما يقال العنصر إما خفيف أو ثقيل ، وكل منهما إما على الإطلاق أو على الإضافة ، أو يقال لا بدّ في تركيب الممتزجات من لطيف أو كثيف. فاللطيف إما بحيث يحرق ما يلاقيه وهو النار أو لا وهو الهواء ، والكثيف إما سيال وهو الماء أو لا وهو الأرض. أو يقال لا بدّ من قبول الأشكال ، وجمع وتفريق للأجزاء ، فالعنصر إما قابل للأشكال بسهولة ، أو بعسر ، وكل منهما إما أن يكون له قوة جامعة أو مفرقة. هذا والتعويل على الاستقراء (٥) ، ولابن سينا (٦)
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من (ب)
(٢) ما بين القوسين سقط من (ب)
(٣) في (ب) الأرض بدلا من (النار)
(٤) سقط من (أ) ما بين القوسين
(٥) الاستقراء في اللغة التتبع ، من استقرأ الأمر اذا تتبعه لمعرفة أحواله وعند المنطقيين : هو الحكم على الكلي لثبوت ذلك الحكم في الجزئي. قال الخوارزمي : الاستقراء هو تعرف الشيء الكلي بجميع أشخاصه (مفاتيح العلوم ص ٩١) وقال ابن سينا : الاستقراء هو الحكم على كلي لوجود ذلك الحكم في جزئيات ذلك الكلي اما كلها وهو الاستقراء التام ، وإما أكثرها وهو الاستقراء المشهور (راجع النجاة ص ٩٠)
(٦) هو الحسين بن عبد الله بن سينا أبو علي شرف الملك : الفيلسوف الرئيس صاحب التصانيف في الطب والمنطق ، والطبيعيات والالهيات أصله من بلخ ومولده في إحدى قرى بخاري عام ـ