في جنوب المعدل ، كانت القسي الظاهرة أعظم في العرض الجنوبي ، وأصغر في (١) الشمالي، فعند كون الشمس في البروج الشمالية كان النهار أقصر في العرض الشمالي ، وأطول في (٢) الجنوبي ، وعند كونها في البروج الجنوبية كان الأمر بالعكس ، وكلما كان عرض البلد أكثر كان مقدار التفاوت بين الليل والنهار أكثر لازدياد ارتفاع القطب الظاهر ، والمدارات التي تليه ، وازدياد فضل قسيها الظاهرة على الخفية ، وازدياد انحطاط القطب الخفي ، والمدارات التي عنده ، فيزداد فضل قسيها الخفية (٣) على الظاهرة ، ويكون تزايد النهار ، وتناقص الليل إلى رأس المنقلب الذي يلي القطب الظاهر ، وتناقص النهار ، وتزايد الليل إلى رأس المنقلب الآخر ، ويكون نهار كل جزء مساويا لليل نظيره ، وبالعكس كنهار أول السرطان لليل أول الجدي ، وبالعكس.
[قال (خاتمة)
لا شك أن خلق السموات أكبر (٤) ، ودلالة ما فيها من العجائب على القدرة البالغة، والحكمة الباهرة أظهر ، إلا أن ابتناء ذلك على نفي القادر المختار ، وفي استناد الحوادث إلى ما يتعاقب من الحركات والأوضاع تعطيلا (٥) للصانع تعالى وتقدس. ثم إنهم وإن ذهبوا فيما يشاهد من اختلاف الألوان ، إلى أن الزرقة متخيلة في الجو ، وسواد القمر عدم إضاءة ، وكردة (٦) زحل ، وبياض المشترى ، وحمرة المريخ اختلاف في الأضواء. وفيما يقال من اختلاف طبائع الكواكب والبروج إلى أنه راجع إلى الآثار بحسب الحركات والأوضاع ، إلا أنهم اضطروا في اختلاف الأجزاء منطقة وقطبا ، ومركز (٧) الكواكب والتدوير ونحو ذلك إلى جعله (٨) عائدا
__________________
(١) في (ب) بزيادة كلمة (الافق)
(٢) فق (ب) بزيادة كلمة (الافق)
(٣) في (أ) المستترة بدلا من (الخفية)
(٤) في (ب) بزيادة لفظ (وأقدر)
(٥) في (ب) بزيادة لفظ (لقدرة)
(٦) في (ب) كمودة بدلا من (كردة)
(٧) في (ب) ومرتكزا بدلا من (ومركز).
(٨) في (أ) الى كونه بدلا من (جعله)