بالشخص واحدة بالنوع ، لكونها متماثلة ، متفقة الحقيقة. وبالموضوع أيضا ، أعني المادة التي هي محل للصور والأعراض لأنها وإن تعددت موادها بالشخص ، لكن تعود عند الاجتماع في إناء واحد (١) مادة واحدة ، وذلك عند من يقول بالمادة وإلا فالجواهر الفردة لا تصير واحدة قط (٢) ثم الواحد بالاجتماع قد تكون وحدته بحسب الطبيعة كالشجر الواحد وقد تكون بحسب الصناعة كالبيت الواحد وقد تكون بحسب الوضع ، والاصطلاح كالدرهم الواحد ، فإنه عبارة عن مقدار مخصوص من الموزونات مجتمع من ستة أسداس يسمونها درهما واحدا ، سواء كانت متصلة أو منفصلة ، والخمسة منها لا تسمى ، بذلك (٣) واحدا ، وإن كانت متصلة ، ولا فرق في ذلك بين أن يكون من الأجسام المتشابهة الأجزاء أو غيرها ، إلا أن ما ذكرنا من الأقسام الثلاثة إنما يجري في المركبات ، فلذا خص بالواحد بالاجتماع ، وفي عبارة الإمام ، هي أقسام للواحد التام ، وهو الذي يشتمل على جميع ما يمكن له كخط الدائرة بخلاف الخط المستقيم ، فإن الزيادة عليه ممكن أبدا ، والمراد جميع ما يمكن له (٤) من الكثرة والأجزاء لها (٥) من الأوصاف والكمالات على ما قد يتوهم ، وما لا يكون تاما في عبارة بعض المتأخرين من الفلاسفة ، مسمى بالناقص ، وفي الطوالع (٦) بغير التام. وفي كتب الإمام بالكثير هذا إذا لم يكن معروض الوحدة ، معروضا للكثرة ، وإن كان فلا بد فيه من جهة واحدة (٧) وجهة كثرة [إذا الشيء لا يكون لجهة واحدة واحدا وكثيرا] (٨) لامتناع أن يكون الشيء الواحد باعتبار واحد ، واحدا وكثيرا ، فجهة
__________________
(١) في (أ) واحدة بدلا من (واحد).
(٢) في (أ) بزيادة لفظ (قط).
(٣) سقط من (أ) لفظ (بذلك).
(٤) في (أ) بزيادة حرف الجر (من).
(٥) في (أ) لا بدل من (لها).
(٦) هذا الكتاب يسمى (طوالع الأنوار) في مختصر الكلام للقاضي عبد الله بن عمر البيضاوي المتوفى سنة ٦٨٥ ه. صنف عليه أبو الثناء شمس الدين محمود الأصفهاني شرحا نافعا. توفي سنة ٧٤٩ ه وهو مشهور متداول بين الطالبين.
(راجع كشف الظنون ج ٢ ص ١١١٦).
(٧) في (أ) وحدة بدلا من واحدة.
(٨) ما بين القوسين سقط من (أ).