وقال في موضع آخر :
«العصمة هي كون المكلّف بحيث لا يمكن أن يصدر عنه المعاصي من غير إجبار له على ذلك» (١).
وقال السّيوري :
«العصمة عبارة عن لطف يفعله تعالى بالمكلّف بحيث لا يكون له داع إلى ترك الطاعة» (٢).
وقال العلامة الطباطبائي :
«إنها قوة تمنع الإنسان من الوقوع في الخطأ وتردعه عن فعل المعصية واقتراف الخطيئة» (٣).
وقال العلامة البحراني :
«العصمة صفة للإنسان يمتنع بسببها من فعل المعاصي ولا يمتنع منه بدونها» (٤).
هذه نبذة من تعاريف علماء الإمامية للعصمة ، وهي مقتصرة على ألّا يرتكب المعصوم حراما أو يترك طاعة ، لكنها لا تشمل كل ما ينافي المروّة أو يخل بفائدة البعثة حتى ولو لم يكن طاعة أو معصية كأغلب الأفعال الخارجة عن حدود الحلال والحرام المعبّر عنهما ب «المعصية والطاعة».
فالتعاريف التي أجمعوا عليها أخص من المدّعى لأن مسألة النبوة أو الإمامة لا تقتصر على تبيين الحلال والحرام بل تشمل جميع الأفعال والأقوال المتعلقة بأفعال النبي أو الإمام لذا قد أجاد المصنف (قدسسره) بتعريفها بأحسن التعاريف الجامعة المانعة بقوله :
«العصمة هي : التنزّه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها وعن الخطأ والنسيان بل يجب أن يكون منزّها حتى عمّا ينافي المروّة كالتبذل بين الناس من أكل في الطريق أو ضحك عال وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام».
__________________
(١) قواعد العقائد : ص ٤٥٥ ط. قم.
(٢) إرشاد الطالبيين : ص ٣٠١ ط. قم.
(٣) تفسير الميزان : ج ٢ ص ١٣٨ ط. الأعلمي.
(٤) قواعد المرام : ص ١٢٥ ط. قم.