والعتاب والتقريع ، والخوف من العقاب الأُخروي ، فلا ريب أنّ هذا النوع من التوبة ليس هو المرتبة المتكاملة التي يريدها الله من العبد ، وإن كانت التوبة الناتجة عن الخوف من العقاب الإلهي تنجي الإنسان وتخلّصه يوم الفزع الأكبر ، ولكن في الواقع توجد فاصلة كبيرة بين النوعين من الناحية التربوية والإعدادية والبنائية للإنسان.
ويوجد هناك احتمال آخر وهو : انّ «النصح» في اللغة يأتي بمعنى الإرواء والسقي والإشباع ، ولذلك يقال : «نصح الغيث البلد» بمعنى سقاها وأرواها وأشبعها ، وحينئذٍ يمكن القول : إنّ المراد من التوبة النصوح هي التوبة التي تحيي القلوب الميتة بسبب المعاصي والذنوب ، وتزيل كدر النفوس وظلامها ، وحينئذٍ تكون هذه التوبة خالصة وحقيقية.
وهناك من فسّر «التوبة النصوح» بالتوبة الصادقة.
يقول الجزري في «النهاية» : وفي حديث أُبي : سألت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن التوبة النصوح؟ فقال : «هي الخالصة لا يعاود بعدها الذنب» (١). (٢)
__________________
(١). بحار الأنوار : ٦ / ١٧.
(٢). منشور جاويد : ٨ / ٢٤٢.