معنى للكف والردع
إلّا تخويفهم من عذابه وعقابه حتّى يرتدعوا بالتأمل فيما أوعد الله في كتابه
العزيز كما نقول لشارب الخمر : لا تشرب الخمر لأنّه سيصيبك عذاب من الله شديد،
وهذا هو عين الإنذار الوارد في الآية فلا حاجة إلى كلمة كافة.
ثانياً : انّ
القرآن الكريم لم يستعمل كلمة (كَافَّةً) إلّا بمعنى عامّة ، كقوله سبحانه :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي
السِّلْمِ كَافَّةً).
وقوله :
(وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما
يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً).
وقوله :
(وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً).
ومن الواضح أنّ
لفظة كافّة في جميع الآيات بمعنى عامّة ، وهي حال من الناس ، وتكون الآية دليلاً
على كون الرسالة المحمدية رسالة عالمية ودائمة ، أي أنّه مبعوث إلى الناس إلى يوم
القيامة.
ويؤيد ذلك ما ورد
من الروايات التي نقلها ابن سعد في طبقاته الكبرى ، وهي :
١. عن أبي هريرة
أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أُرْسِلتُ إِلَى النّاسِ كافَّةً وَبِيَ خُتِمَ
النَّبِيُّونَ».
__________________