باعا ، وبطبع
الحال أنّ الفئة الأولى لا يسعها الرضوخ لما لا يعلمون ، كما أنّ الآخرين لا تبيح
لهم المعرفة أن يذروا ما حقّقوه في مدحرة البطلان ، فهنالك تثور المنافرة ، وتحتدم
الضغائن ، ونحن نقدّر للفريقين مسعاهم لما نعلم من نواياهم الحسنة وسلوكهم جدد
السبيل في طلب الحقّ ونقول :
على المرء أن
يسعى بمقدار جهده
|
|
وليس عليه أن
يكون موفّقا
|
ألا إنّ الناس
لمعادن كمعادن الذهب والفضة وقد تواتر عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام : أنّ
أمرنا ـ أو حديثنا ـ
صعب مستصعب لا يتحمّله إلّا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب ، أو مؤمن امتحن الله قلبه
للإيمان .
إذن فلا نتحرّى
وقيعة في علماء الدين ولا نمسّ كرامة العارفين ، ولا ننقم من أحد عدم بلوغه إلى
مرتبة من هو أرقى منه ، إذ لا يكلّف الله نفسا إلّا وسعها. وقال مولانا أمير
المؤمنين عليهالسلام : لو جلست أحدّثكم ما
سمعت من فم أبي القاسم صلىاللهعليهوآله لخرجتم
من عندي وأنتم تقولون : إنّ عليا من أكذب الكاذبين .
وقال إمامنا
السيّد السجّاد عليهالسلام : لو
علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ، ولقد آخى رسول الله صلىاللهعليهوآله بينهما
فما ظنّكم بسائر الخلق (وَكُلًّا وَعَدَ
اللهُ الْحُسْنى ، وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً
عَظِيماً).
وإلى هذا يشير
سيّدنا الإمام السجّاد زين العابدين عليهالسلام بقوله :
إنّي لأكتم من
علمي جواهره
|
|
كيلا يرى الحقّ
ذو جهل فيفتتنا
|
وقد تقدّم في
هذا أبو حسن
|
|
إلى الحسين
وأوصى قبله الحسنا
|
فربّ جوهر علم
لو أبوح به
|
|
لقيل لي : أنت
ممّن بعبد الوثنا
|
__________________