وتتبعه فيظهر ما
في مكامنها من الكفر والقسوة ، فيثبت نفاقها ويظهر كفرها.
وأمّا النفوس
المؤمنة الواقفة على أنّ ما جاء به الرسل حق من جانب الله سبحانه ، فلا يزيدها ذلك
إلّا إيماناً وثباتاً وهداية وصمودا.
وهذه النتيجة
حاكمة في عامة اختبارات الله سبحانه لعباده ، فإنّ اختباراته سبحانه ليس لأجل
العلم بواقع النفوس ومكامنها ، فإنّه يعلم بها قبل اختبارها (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)
، وانّما الهدف من الاختبار هو إخراج تلك القوى والقابليات الكامنة في النفوس
والقلوب ، إلى عالم التحقّق والفعلية وبالتالي تمكين الاستعدادات من الظهور
والوجود.
وفي ذلك يقول
الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام
في معنى الاختبار
بالأموال والأولاد الوارد في قوله : (وَاعْلَمُوا أَنَّما
أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)
: «ليتبيّن الساخط لرزقه ، والراضي بقسمه ، وان كان سبحانه أعلم بهم من
أنفسهم ، ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق الثواب والعقاب».
وقد وقفت بعد ما
حررت هذا على كلام لفقيد العلم والتفسير الشيخ محمد جواد البلاغي ـ قدس الله سره ـ
وهو قريب مما ذكرناه : قال : المراد من الأُمنية هو الشيء المتمنّى كما هو
الاستعمال الشائع في الشعر والنثر ، كما أنّ الظاهر من التمنّي المنسوب إلى الرسول
والنبي ويشهد به سوق الآيات ، هو أن يكون ما يناسب وظيفتهما ، وهو تمنّي ظهور
الهدى في الناس وانطماس الغواية والهوى ، وتأييد شريعة الحق ، ونحو ذلك ، فيلقي
الشيطان بغوايته بين الناس في هذا المتمنّى
__________________