قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الغدير في الكتاب والسنّة والأدب [ ج ١ ]

120/716
*

قال : فجاء ينفض ثوبه ، وهو يقول : أُفٍّ وتُفٍّ (١) ؛ وقعوا في رجل له بضعَ عشرَ فضائل ليست لأحد غيره :

وقعوا في رجل قال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « لأَبعثنّ رجلاً لا يُخزيه الله أبداً ، يُحبّ الله ورسوله ، ويُحبّه الله ورسوله ». فاستشرف لها مستشرفٌ. فقال : « أين عليّ » ؟ فقالوا : إنَّه في الرحىٰ يطحن. قال : « وما كان أحدٌ ليطحن ! » قال : فجاء وهو أرمد ، لا يكاد أن يبصر. قال : فنفث في عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً ، فأعطاها إيّاه ، فجاء عليّ بصفيّة بنت حييّ.

قال ابن عبّاس : ثمّ بعث رسول الله فلاناً بسورة التوبة ، فبعث عليّاً خلفه ، فأخذها منه. وقال : « لا يذهب بها إلّا رجل هو منّي وأنا منه ». وقال ابن عبّاس : وقال النبيّ لبني عمّه : « أيُّكم يُواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا. قال : وعليّ جالس معهم ، فقال عليّ : أنا أُواليك في الدنيا والآخرة. قال : فتركه وأقبل علىٰ رجل رجل منهم ، فقال : أيُّكم يُواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا. فقال عليّ : أنا أُواليك في الدنيا والآخرة. فقال لعليّ : أنت وليّي في الدنيا والآخرة ».

قال ابن عبّاس : وكان عليّ أوّل من آمن من الناس بعد خديجة رضي‌الله‌عنها.

قال : وأخذ رسول الله ثوبه ، فوضعه علىٰ عليّ وفاطمة وحسن وحسين ، وقال :

( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ).

قال ابن عبّاس : وشرىٰ عليّ نفسه ، فلبس ثوب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمّ نام مكانه. قال ابن عبّاس : وكان المشركون يرومون رسول الله ، فجاء أبو بكر وعليّ نائم ، قال : وأبو بكر يحسَب أنّه رسول الله. قال : فقال : يا نبيّ الله. فقال له عليّ : « إنَّ نبيّ الله قد انطلق

___________________________________

(١) أي قذر له ، يقال : أُفٍّ له وتُفّ ، وأفّة وتفّة ، والتنوين فيه ستُّ لغات حكاها الأخفش : ( افّ أُفّ أُوفّ ) بالكسر ، والفتح ، والضم دون تنوين ، وبالثلاثة معها. ( المؤلف )

left