وقد تسجل ثلاث ملاحظات على مختار المحقق الطهراني :
الملاحظة الأولى : ما طرحها المحقق الاصفهاني ( قده ) وبيانها : إن النظر للزمان بنحو الآن السيال الذي ينطبق على الآنات المتتالية انطباق الكلي على أفراده مصحح للنزاع في جميع الآنات إلى أبد الدهر وبطلان ذلك واضح جداً ، فإننا إذا لاحظنا الآن الذي قتل فيه الحسين (ع) على نحو الآن السيال المنطبق على الآنات انطباق الكلي على فرده فمقتضى ذلك صحة اطلاق لفظ المقتل على جميع الآنات إلى أبد الدهر ، لأن هذه الآنات مصاديق حقيقية للآن السيال .
وحينئذٍ لا موجب لتخصيص النزاع بآنات يوم عاشوراء بل يصح النزاع في آنات الزمان بأجمعها ، ويصح الاطلاق بحسبها إما حقيقة أو مجازاً على الخلاف في بحث المشتق ، ولا قائل بذلك كما لا يلتزم به صاحب التصوير المذكور .
ولكننا لا نوافق على هذه الملاحظة التي طرحها المحقق الاصفهاني ( قده ) ، وذلك لأن ما طرحه وإن كان صحيحاً تاماً بحسب النظر الفلسفي لأن الآن السيال لا يفرق بين افراده الممتدة إلى أبد الدهر فلا وجه لتخصيص النزاع بقطعة زمنية معينة ما دام معقولاً في جميع آنات الزمان ، الا أن هذا المعنى غير تام بحسب النظر العرفي ، والمتبع في مقام الاطلاق والمحاورة هو النظر العرفي لا النظر الفلسفي .
والوجه
في ذلك ان المجتمع العقلائي إنما يتصور الزمان بنحو الآن السيال في ضمن تصوره للزمان على نحو التركيب والتحصيص ، فالنظرة العقلائية للزمان على نحو الحركة التوسطية التي تعنى علاقة الكلي بأفراده مندمجة في ضمن النظرة للزمان على نحو الحركة القطعية التي تعني علاقة الكل