ولقائل أن يقول : إن أريد أنها جواهر
فلا يبطله وإلا فبالضرورة.
وأما في عوارضها :
مسألة : اختلف في حدوث الأجسام على
أربعة مذاهب.
قول جمهور كل ملة أنها حادثة ذاتا وصفة.
قول أرسطو وأتباعه بالعكس ، وجسمية
العناصر قديمة بالنوع ، وصور المركبات بالجنس.
قول قدماء الفلاسفة إنها قديمة ذاتا فقط.
واختلفوا فقيل : كانت جسما ؛ وقيل لا
والأولون اختلفوا.
فقيل : الماء ؛ وقيل الهواء وما تحتهما
بالتكاثف وما فوقهما بالتلطف والسماوات من الدخان ، قيل : النار ، وقيل : الأرض ،
والآخر بالتكاثف أو بالتطلف وقيل : البخار والكثيفان بالتكاثف واللطيفان بالتلطف ؛
وقيل : الخليط وهي أجزاء صغيرة لا تتناهى من كل نوع ، وإذا تحركت ظن حدوثها وقيل :
إذا اجتمعت بناء على الكمون والظهر وإنكار المزاج والاستحالة وقيل : أجزاء جسمانية
كرية صلبة منقسمة وهما فقط متحركة دائما وتصادفت تصادفا مخصوصا فحصل العالم ومن
حركة السماء الامتزاج.
وقيل : النور والظلمة والآخرون اختلفوا
فقال الحرنانيون : الخمسة المتقدمة ، ولما علم البارئ ـ تعالى ـ أن النفس تتعلق
بالهيولى تعشقها ، وتنسى نفسها وتطلب اللذة الجسمية ، ركبها كاملة ، وأفاض عليها
عقلا يتذكر به عالمها ولذاته الخالية عن الألم ، فيشتاق إليه وتبقى في نهاية
البهجة والسعادة ولم تبق شبهة ، لأن مخصص الوقت التعلق ، ولم يمكن زوال الشرور
الباقية.
لا يقال : فلم تعلقت لأنا نقول
للمتكلمين لأنها تفعل بالاختيار ؛ وللفلاسفة لها تصورات معد بعضها للآخر حتى تنتهي
إلى تصور التعلق.
لا يقال علم البارئ الفساد ، فلم تركها
لأنا نقول : علم أن الأصلح عدم التعلق من ذاتها بعلمها ، ولتكسب الفضائل.
وقيل : الأعداد المتولدة عن الوحدة لأن
قوام المركب بالبسيط ، وليس وراء وحدته شيء ، وإلا فهو مركب وهي قائمة بنفسها وإلا
فليست بمبدإ فإذا عرض لها الوضع صارت نقطة فإن اجتمعت صار هكذا خطا ، ثم سطحا ثم
جسما.
لا يقوله عاقل وتوقف جالينوس.
لنا : لو كانت أزلية فإما متحركة ويبطل
لوجهين :
إنه ينافي المسبوقية بالغير ، قالوا :
الشخصية فقط ، قلنا : والنوعية لتركبها من