بالبصريات ، والعدسات ، والمشهور أنّه هو مخترع المِجْهَر. له كتاب في علم المناظر ، وقد طبع إلى اللاتينية وأصبح كتاباً مدرسياً في أوروبا في العصور الوسطى إلى عصر روجر بيكون(١) (١٢١٤ ـ ١٢٩٢ م). وله مقالة في الضوء(٢).
٥ ـ نصير الدين الطوسي (٥٩٧ ـ ٦٧٢ ه)
المحقق المشهور محمد بن محمد بن الحسن الطوسي من عباقرة الدهر الذين لم تنتج منهم الدنيا إلّا القليل. نبغ في الفلسفة والكلام والرياضيات والفلك والإرصاد.
والمحقق الطوسي رغم تعمُّقه في الفلسفة والكلام ، فإنّ شهرته لدى باحثي العصور المتأخرة ، قائمة على مواهبه وآثاره في الرياضيات والفلك والجغرافية. وقد بنى في مراغة (آذربيجان) مرصداً في جمادى الأُولى عام ٦٥٧ ه ، ورصد وجماعته الكواكب ، وعينوا أطوالها ودرجات عرضها.
وقد طلب المحقق لإتمام هذا المشروع الضخم ، من البلاد الإسلامية ، نخبة فريدة من كبراء علماء الفلك المشهود لهم بالمقدرة العلمية. وكانت النفقات الّتي صرفت في هذا السبيل باهظة جداً. وقد ذكر التاريخ أسماء هؤلاء العلماء(٣). وقد تمّ بناء المرصد في نفس السنة الّتي توفي فيها المحقق ، سنة ٦٧٢ ، واستغرق بناؤه خمسة عشر عاماً.
وقد استنبط المحقق الطوسي زيجه المعروف بالزيج الإيلخاني في المرصد المذكور ، ونشره في كتاب خاص ، احتوى على جداول وطرائف حسابية جديدة لم تكن معروفة من قبل ، لذلك كان هذا الزيج هو المعتمد عليه في أُوربا في عصر النهضة(٤).
__________________
(١)nocaB regoR.
(٢) لاحظ ريحانة الأدب ، لمحمد علي المدرس : ٦ / ٢٨١.
(٣) أنظر «تاريخ علم الفلك في العراق» : ٣٢ ـ ٣٩ ، كما في فلاسفة الشيعة : ٤٨٤.
(٤) لاحظ فلاسفة الشيعة : ٤٧٢ ـ ٤٨٤. ومن أراد الوقوف على كيفية استخدام المسلمين أداة التجربة للفحص عن الحقائق ، فعليه الرجوع إلى الكتاب المؤلفة في هذا المضمار. ونكتفي بذكر كتابين منها :
١. «ميراث الإسلام» ، بقلم عدّة من المستشرقين.
٢. «شمس العرب تسطع على الغرب» ، تأليف المستشرقة «زيگرند هونكه».