عربيّة ، من دخل ظفار حمّر.
ينسب إليها الجزع الظفاري الجيّد ، وحكي انّه مكتوب على سور ظفار على حجر منها بقلم الأوائل : يوم شيّدت ظفار قيل لمن أنت؟ قالت : لحمير الأخيار! ثمّ سئلت بعد ذلك ، فقالت : للأحبش الأشرار! ثمّ سئلت بعد ذلك ، فقالت : للفرس الأخيار! ثمّ سئلت بعد ذلك فقالت : لقريش التجّار! ثمّ سئلت بعد ذلك فقالت : لحمير سنجار ، وقليلا ما يلبث القوم فيها ثمّ يأتيهم البوار ، من أسود يلقيهم في البحر ويشعل النار في أعلى الديار.
وبها اللّبان الذي لا يوجد في الدنيا إلّا في جبالها ، وانّه غلّة لسلطانها ، وانّه من شجر ينبت في تلك المواضع مسيرة ثلاثة أيّام في مثلها فيأتيها أهل ظفار ويجرحون أشجارها بالسكّين فيسيل منها اللبان ، فيجمعونه ويحملونه إلى ظفار ، فيأخذ السلطان قسطه ويعطيهم الباقي.
عمان
كورة على ساحل بحر اليمن في شرقي هجر ، تشتمل على مدن كثيرة ، سمّيت بعمان بن بغان بن إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، والبحر الذي يليه منسوب إليه يقال بحر عمان.
روى ابن عمر عن النبي ، صلّى الله عليه وسلّم ، أنّه قال : إني لأعلم أرضا من أرض العرب يقال لها عمان على شاطىء البحر ، الحجّة منها أفضل أو خير من حجّتين من غيرها.
وعن الحسن البصري هو المراد من قوله تعالى : يأتين من كلّ فجّ عميق ، يعني من عمان ، وعن النبيّ ، صلّى الله عليه وسلّم : من تعذّر عليه الرزق فعليه بعمان. وأمّا حرّها فممّا يضرب به المثل.
بها اجتماع الخوارج الإباضية في زماننا هذا ، وليس بها من غير هذا المذهب إلّا غريب ، وهم أتباع عبد الله بن اباض الذي ظهر في زمن مروان