والمتأخرين.
وممن صرح بأنه موضوع شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزى والعلامة أبو العباس بن تيمية ، وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى : قرأت على قاضى القضاة أبى الحسن محمد بن صالح الهاشمى : حدثنا عبد الله بن الحسين بن موسى ، حدثنا عبد الله بن على (بن) المدينى قال : سمعت أبى يقول : خمسة أحاديث يروونها ولا أصل لها عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حديث : لو صدق السائل ما أفلح من رده ، وحديث لا وجع إلا وجع العين ولا غم ، إلا غم الدين ، وحديث أن الشمس ردت على على بن أبى طالب ، وحديث أنا أكرم على الله من أن يدعنى تحت الأرض مائتى عام ، وحديث أفطر الحاجم والمحجوم إنهما كانا يغتابان.
والطحاوى رحمهالله وإن كان قد اشتبه عليه أمره فقد روى عن أبى حنيفة رحمهالله إنكاره والتهكم بمن رواه ، قال أبو العباس بن عقدة : حدثنا جعفر ابن محمد بن عمير ، حدثنا سليمان بن عباد سمعت بشار ابن دراع قال : لقى أبو حنيفة محمد بن النعمان فقال : عمن رويت حديث رد الشمس؟ فقال : عن غير الّذي رويت عنه : يا سارية الجبل ، فهذا أبو حنيفة رحمهالله وهو من الأئمة المعتبرين وهو كوفى لا يتّهم على حب على بن أبى طالب وتفضيله بما فضله الله به ورسوله وهو مع هذا ينكر على رواية وقول محمد بن النعمان له ليس بجواب بل مجرد معارضة بما لا يجدى ، أى أنا رويت فى فضل على هذا الحديث وهو وإن كان مستغربا فهو فى الغرابة نظير ما رويته أنت فى فضل عمر ابن الخطاب فى قوله : يا سارية الجبل.
وهذا ليس بصحيح من محمد بن النعمان ، فان هذا ليس كذا إسنادا ولا متنا ، وأين مكاشفة إمام (قد شهد الشارع له بأنه محدّث) بأمر خير من رد الشمس طالعة بعد مغيبها الّذي هو أكبر علامات الساعة؟.