عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى ، وقد تكمل بهذه السنة المدة التى أشار إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنها مدة الخلافة المتتابعة بعده ، كما تقدم فى حديث سفينة مولاه أنه قال : الخلافة بعدى ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا ، وفى رواية عضوضا ، وفى رواية عن معاوية أنه قال : رضينا بها ملكا ، وقد قال نعيم ابن حماد فى كتابه الفتن والملاحم : سمعت محمد بن فضيل عن السرى ابن إسماعيل عن عامر الشعبى عن سفيان بن عيينة قال : سمعت الحسن بن على يقول : سمعت عليا يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : لا تذهب الأيام والليالى حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع القدم ، ضخم البلغم ، يأكل ولا يشبع وهو عرى.
وهكذا وقع فى هذه الرواية ، وفى رواية بهذا الإسناد : لا تذهب الأيام والليالى حتى تجتمع هذه الأمة على معاوية.
وروى البيهقى من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ـ وهو ضعيف ـ عن عبد الملك بن عمار قال : قال معاوية : والله ما حملنى على الخلافة إلا قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم لى : يا معاوية إن ملكت فأحسن ، ثم قال البيهقى : وله شواهد ، من ذلك حديث عمرو بن يحيى عن سعيد بن العاص عن جده سعيد أن معاوية أخذ الأداوة فتبع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنظر إليه فقال : يا معاوية إن وليت أمرا فاتق الله واعدل ، قال معاوية : فما زلت أظن أنى مبتلى بعمل لقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
ومنها حديث الثورى عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد الدارى عن معاوية قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم ، أو كدت أن تفسدهم ، ثم يقول أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنفعه الله بها ، رواه أبو داود ، وروى البيهقى من
__________________
(١) أحمد في مسنده (٤ / ١٠١).