اتبعهما ، هكذا أورده ولم يبين شيئا من أمره ، وهو حديث منكر جدا ، وآفته من زكريا بن يحيى هذا ـ وهو الكندى الحميرى الأعمى ـ.
قال يحيى بن معين : ليس بشيء ، والحكمان كانا من خيار الصحابة ، وهما عمرو بن العاص السهمى من جهة أهل الشام ، والثانى أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعرى ، من جهة أهل العراق ، وإنما نصبا ليصلحا بين الناس ويتفقا على أمر فيه رفق بالمسلمين ، وحقن لدمائهم ، وكذلك وقع ولم يضل بسببهما إلا فرقة الخوارج حيث أنكروا على الأمرين التحكيم ، وخرجوا عليهما وكفروهما ، حتى قاتلهم على بن أبى طالب ، وناظرهم ابن عباس ، فرجع منهم شرذمة إلى الحق ، واستمر بقيتهم حتى قتل أكثرهم بالنهروان وغيره من المواقف المرذولة عليهم كما سنذكره.
إخباره صلىاللهعليهوسلم عن الخوارج وقتالهم (١)
قال البخارى : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب عن الزهرى ، قال : أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدرى قال : بينما نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقسم قسما ، أتاه ذو الخويصرة ـ وهو رجل من بنى تميم ـ
__________________
(١) السيرة الحلبية (٣ / ٣٤٢.