وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) (١) وقال تعالى : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) (٢) وقال تعالى : (لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) (٣) وقال تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) (٤) وقال تعالى : (لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ (٧٠)) (٥) فذكر تعالى بعثته إلى الأميين وأهل الكتاب وسائر الخلق من عربهم وعجمهم ، فكل من بلغه القرآن فهو نذير له ، قال صلىاللهعليهوسلم : والّذي نفسى بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى ولا يؤمن بى إلا دخل النار ، رواه مسلم.
وفى الصحيحين : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلى «نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وأحلت لى الغنائم ولم تحل لأحد قبلى ، وجعلت لى الأرض مسجدا وطهورا ، وأعطيت السماحة (٦). وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الناس عامة. وفيهما : بعثت إلى الحجر الأسود والأحمر ، قيل : إلى العرب والعجم ، وقيل : إلى الإنس والجن ، والصحيح أعم من ذلك ، والمقصود أن البشارات به صلىاللهعليهوسلم موجودة فى الكتب الموروثة عن الأنبياء قبله حتى تناهت النبوة إلى آخر أنبياء بنى إسرائيل ، وهو عيسى بن مريم ، وقد قام بهذه البشارة فى بنى إسرائيل ، وقص الله خبره فى ذلك فقال تعالى : (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (٧) فأخبار محمد صلوات الله وسلامه عليه بأن ذكره موجود فى الكتب
__________________
(١) سورة آل عمران ، الآية : ٢٠.
(٢) سورة إبراهيم ، الآية : ٥٢.
(٣) سورة الأنعام ، الآية : ١٩.
(٤) سورة هود ، الآية : ١٧.
(٥) سورة يس ، الآية : ٧٠.
(٦) البخاري : الشفاعة والحديث أخرجه البخاري في كتاب الصلاة (٤٣٨) (٢ / ٢٨٣).
(٧) سورة الصف ، الآية : ٦.