الفصل الثانى
(من هذا الباب)
فى بيان كيفية اختلاف الامة وتحصيل (٤ ب و ٥ ا) عدد فرقها الثلاث والسبعين. كان المسلمون عند وفاة رسول الله عليهالسلام على منهاج واحد فى اصول الدين وفروعه غير من أظهر وفاقا وأضمر نفاقا. وأول خلاف وقع منهم اختلافهم فى موت النبىّ عليهالسلام. فزعم قوم منهم أنه لم يمت وإنما أراد الله تعالى رفعه إليه كما رفع عيسى بن مريم إليه وزال هذا الخلاف وأقرّ الجميع بموته حين تلا عليهم أبو بكر الصدّيق قول الله لرسوله عليهالسلام : إنّك ميّت وإنهم ميّتون : وقال لهم من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد رب محمد فانه حيّ لا يموت. ثم اختلفوا بعد ذلك فى موضع دفن النبىّ عليهالسلام فأراد أهل مكة رده الى مكة لانها مولده ومبعثه وقبلته وموضع نسله وبها قبر جده إسماعيل عليهالسلام وأراد اهل المدينة دفنه بها لأنها دار هجرته ودار أنصاره. وقال آخرون بنقله الى ارض القدس