القول الثامن عشر : إنه كل اسم من أسمائه تعالى دعا العبد ربه مستغرقا بحيث لا يكون فى فكره حالة. إذ غير الله ، فإن من دعا الله تعالى بهذه الحالة كان قريب الإجابة ، وأخرج أبو نعيم فى الحلية عن أبى يزيد البسطامى رضى الله عنه أنه سأله رجل عن الاسم الأعظم فقال : ليس له حد محدود ، إنما هو فراغ قلبك بوحدانيته ، فإذا كنت كذلك فافزع إلى أى اسم شئت ، فإنك تسير به إلى المشرق والمغرب ، وأخرج أبو نعيم أيضا عن أبى سليمان الدارانى قال : سألت بعض المشايخ عن اسم الله الأعظم قال : تعرف قلبك؟ قلت : نعم ، قال : فإذا رأيته قد أقبل ورق فسل الله حاجتك ، فذاك اسم الله الأعظم ، وأخرج أبو نعيم أيضا عن الربيع السائح أن رجلا قال له : علمنى الاسم الأعظم ، فقال : اكتب (بسم الله الرّحمن الرّحيم) أطع الله يطعك كل شيء.
القول التاسع عشر : (اللهم) (١) حكاه الزركشى فى شرح جمع الجوامع واستدل لذلك بأن الله دال على الذات والميم دالة على الصفات التسعة والتسعين ، ذكره ابن مظفر ، ولهذا قال الحسن البصرى اللهم مجمع الدعاء ، وقال النضر بن شميل : من قال : اللهم فقد دعاء الله بجميع أسمائه.
القول المتمم للعشرين : (الم) أخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : (الم) هو اسم الله الأعظم ، وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : (الم) قسم أقسم الله به وهو من أسمائه تعالى.
__________________
(١) ومعناه يا الله إذ أن الميم المشددة فى آخره بدلا من ياء النداء ، ولذلك لا يجمع بينهما ، فلا تقول : يا اللهم ، إلا فى لغة شاذة ، أو لضرورة الشعر ، يقول الشاعر :
كنت إذا ما خطب ألمّا |
|
أقول يا للهم يا للهم |