فترى أنّ سيّد
الشهداء عليهالسلام لم يقم وزنا للوحدة والاتّحاد على الخطأ والباطل ، وأشاد
بالوحدة على طريق الحقّ والهداية ، وهذا هو معنى أنّ الحسن والقبح للأشياء ذاتيا
واقعيا ، وليس اعتباريا خاضعا لرأي الأكثرية والمجموع وتوافقهم.
روى الصدوق في
معاني الأخبار عن ابن حميد رفعه ، قال :
جاء رجل إلى أمير
المؤمنين عليهالسلام فقال : أخبرني عن السنّة والبدعة ، وعن الجماعة وعن الفرقة؟
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : السنّة : ما سنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والبدعة : ما أحدث من بعده ، والجماعة : أهل الحقّ وإن
كانوا قليلا ، والفرقة : أهل الباطل وإن كانوا كثيرا .
وروى النعماني
بسنده في كتاب الغيبة عن ابن نباتة ، قال :
سمعت أمير
المؤمنين عليهالسلام على منبر الكوفة يقول : أيّها الناس! أنا أنف الهدى وعيناه
، أيّها الناس! لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة من يسلكه ، إنّ الناس اجتمعوا على
مائدة قليل شبعها كثير جوعها .
وفي رواية هشام
المعروفة عن موسى بن جعفر عليهالسلام :
يا هشام! ثمّ ذمّ
الله الكثرة فقال : (وَإِنْ تُطِعْ
أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ، وقال : (وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ، وقال : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ
مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها
لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)
__________________