وفيه أنّ الحق كون القرآن مجموعا في زمان النبي (١) ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١). فقد جاء في الروايات أنّ جمعا من الصحابة جمعوا القرآن على عهد النبي (ص) وإليك أهمّ هذه الروايات :
أ. جاء في صحيح البخاري (ج ٦ ، ص ١٠٢) عن قتادة ، قال : «سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبي (ص)؟ قال : أربعة كلّهم من الأنصار : ابيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد».
ب. عن زيد بن ثابت قال : «كنّا عند رسول الله (ص) نؤلف القرآن من الرقاع» سنن الترمذي ، ج ٥ ، ص ٣٩٠.
ج. قال ابن النديم في الفهرست (ص ٤٣ ـ ٤٤) : «الجمّاع للقرآن على عهد النبي (ص) : عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه. سعد بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن زيد ، رضي الله عنه. أبو الدرداء عويمر بن زيد ، رضي الله عنه. معاذ بن جبل بن أوس ، رضي الله عنه. أبو زيد ثابت بن زيد بن النعمان.
أبي بن كعب بن قيس بن ملك بن امرئ القيس. عبيد بن معاوية بن زيد بن ثابت بن الضحاك».
د. روى ابن عساكر عن الشعبي ، قال : «جمع القرآن على عهد رسول الله (ص) ستة نفر من الأنصار : أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاذ بن جبل ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد ، وأبو زيد». تاريخ مدينة دمشق ، ج ٣٩ ، ص ١٧٩.
ه. في الإتقان (ج ١ ، ص ٢٠٢) : «أخرج ابن أبي داود بسند حسن عن محمّد بن كعب القرظي قال : جمع القرآن على عهد رسول الله (ص) خمسة من الأنصار : معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وابيّ بن كعب وأبو الدرداء وأبو أيّوب الأنصاري».
والقول بأنّ المراد من الجمع في تلكم الروايات هو الحفظ لا التدوين ، مردود لأنّ كثيرا من الصحابة حفّاظ للقرآن على عهد رسول الله (ص) فالحصر في أربعة أو ستة في غير محلّه.
ولا يخفى أيضا أنّ اختلاف تلكم الروايات في عدد الجامعين وأسماؤهم حصل من ناحية علم الراوي بذلك فلا تعارض ونقول إنّ الجامعين كانوا أكثر من ذلك. نعم تلك المصاحف لم تكن مرتبة السور في زمان النبي (ص) والروايات التي وردت في كيفية ترتيب مصحف ابن مسعود وأبيّ بن كعب وغيرها (أنظر الفهرست لابن النديم ، ص ٤١ ـ ٤٣ ؛ التمهيد ، ج ١ ، ص ٢٥١ ـ ٢٧٤) تشهد على أنّ الترتيب في مصاحف الصحابة وقع بعد وفاة النبي (ص) لأنّ لكلّ منها نظم وترتيب خاص حسب رأي مؤلفيها فعدم وحدتها في