قائمة الکتاب
متن الكتاب
اللامع الأول : في مباحث النظر
اللامع الثاني : في تقسيم المعلوم
اللامع الثالث : في الوجوب والامتناع والإمكان والقدم والحدوث
اللامع الرابع : في الماهية ولواحقها
اللامع الخامس : في تقسيم الممكنات
اللامع السادس : في حدوث العالم
اللامع السابع : في وجود الصانع تعالى واحكام وجوده
اللامع الثامن : في صفاته تعالى
الاستشهاد بيت للاخطل
١٨٤اللامع التاسع : في الأفعال
اللامع العاشر في النبّوة
اللامع الحادي عشر في الإمامة
اللامع الثاني عشر : في الحشر والجزاء
الرابع : النقل الشريف دالّ على أنّه (مامن دابّة) 427
الفهارس
إعدادات
اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة
اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة
المؤلف :جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
الصفحات :687
تحمیل
الثواب إلى منازل الكرامة كقول إبراهيم عليهالسلام : (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) (١).
الخامس : الآيات المشتملة على لفظ الإنزال والتنزيل (٢) ، وهي كثيرة تزيد على
__________________
(١) الصافّات ٣٧ : ٩٩.
(٢) هذان اللفظان الواردان في القرآن الكريم يدلّ الأوّل منهما ـ أعني الإنزال ـ على النزول الدفعي ، والثاني منهما ـ أعني التنزيل ـ يدلّ على التدريجي ، وهذا هو الأصل في وضعهما اللغوي.
قال الشيخ إسماعيل القنوي في شرحه الكبير على تفسير القاضى البيضاوي : التنزيل هو النزول متفرّقا وبالتدريج ونزول الفرقان كذلك ، والإنزال هو الدفعي وهذا هو الأصل ، وقد يستعمل كلّ منهما في موضع الآخر ... انظر المجلّد الأول ص ٤ من مجلّداته السبعة الكبيرة طبعة سنة ١٢٨٦ ونظرا إلى أصل الوضع فيهما ذهب سيّدنا العلّامة الطباطبائي دام ظلّه الوارف في تفسير الميزان إلى أنّ القرآن الكريم يدلّ على نزوله دفعة واحدة في ليلة القدر ، كما هو ظاهر الذكر الحكيم ، ويدلّ أيضا على نزوله تدريجا على مكث في مدة ثلاث وعشرين سنة ، فلا بدّ من التوفيق بينهما ولا محيص لنا إلّا من فهم ذلك ، والذي نفهم من التأمل في الآيات أنّ القرآن ، وهو الكتاب المبين ذا حقيقة أخرى وراء ما نفهمه بالفهم العادي الذي يقضي فيه بالتفرّق والتفصيل والانبساط والتدريج هو المصحّح لكونه واحدا غير تدريجي ونازلا بالإنزال دون التنزيل.
وهذا هو اللائح من الآيات الكريمة ، وهو القرآن المجيد الموجود في اللوح المحفوظ ، وهو النازل إلى قلب رسول الله صلىاللهعليهوآله دفعة ، كما أنزل القرآن المفصّل على قلبه الشريف تدريجا في مدّة الدعوة النبوية ، والآيات القرآنية بظاهرها دلّت على أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان له علم بما سينزل عليه فنهى عن الاستعجال بالقراءة قبل قضاء الوحي ، وجعل الله تعالى القرآن المنزل على رسوله تدريجا بمنزلة اللباس لأصل القرآن وهو الكتاب المبين الذي جعله قرآنا عربيا والبسه لباس القراءة العربية ليعقله الناس ، هذا كلّه يستفاد من القرآن الكريم مضافا إلى الأحاديث الواردة عن العترة الطاهرة صلوات الله عليهم.
وغير خفي على من له إلمام بالتدبّر في الآيات القرآنية إنّ من الآيات التي يستفاد منها كون رسول اللهصلىاللهعليهوآله عالما بما سينزل عليه ، هي الآية الواردة في سورة يونس آية ١٦ ، فإنّها تدلّ على ما ادّعيناه ، قال تعالى: (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ).
المستفاد من هذه الآية الشريفة : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان عالما بالكتاب الذي سينزل عليه بواسطة جبرائيل إذا تعلّقت المشية الإلهية بذلك ، ولكن لما لم يشأ الله تعالى إظهاره وتلاوته في مدّة أربعين سنة قبل البعثة فلم يظهره ، ولم يقدم على تلاوته إلّا بعد تعلق المشية على تلاوة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وفي الآية عدم الإظهار والتلاوة معلّق على المشية ، وفي كلّ قضية إذا لم يكن المقتضى موجودا لم يصحّ نسبة عدم وجودها إلى وجود المانع ، بل تكون علّة عدم الوجود هو فقد المقتضي.
وفي الآية الشريفة الأمر على العكس من ذلك حيث نسب عدم الوجود إلى وجود المانع ، فالمقتضي كان موجودا ، والمانع كان عدم المشيّة الإلهية ، فعدم التلاوة قبل البعثة إنّما هو لوجود المانع ، وهو عدم تعلق ـ