ما ليس لغيرهم ، وهم شركاء الأبرار في برهم (١).
١٧٢ ـ وسألت : هل ذهب من القرآن شيء وما يروى في المعوذتين (٢)؟
فقال : المعوذتان من القرآن ، وقال وكيف يذهب من القرآن شيء وقد قال الله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٩) [الحجر : ٩] ، وقال : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (٢٢) [البروج : ٢١ ـ ٢٢].
١٧٣ ـ وسألت : عن أي سورة نزلت أوّل ما نزل من القرآن ، وما نزل بمكة ، وما نزل بالمدينة ، وما آخر ما نزل من القرآن؟
فقال : يقولون : أول ما نزل (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) [العلق : ١] ، وآخر ما نزل : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) [النصر : ١] ، وقد قيل : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) [البقرة : ٢٨١] آخر آية (٣).
١٧٤ ـ وسألت : عن معنى قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : (أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)؟ (٤)
فقال : يقول أنت تكفيني ما كان كفى موسى في قومه عند مخرجه عنه ، وكذلك أنت فيما خلفتك عليه بعد مخرجي من أمتي ، ودار هجرتي ، وإنما قال هذا في مخرجه إلى تبوك.
١٧٥ ـ وسألت : عن قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : (من كنت مولاه
__________________
(١) روى أن أولي الأمر هم أهل البيت الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٨٩ ، ٢٠٢ ، وفرات الكوفي في تفسيره ١ / ١٠٨ (١٠٤ ، ١١٢) ، والمفيد في أماليه / ٣٤٩ ، والطوسي في أماليه / ١٢٢ ، ١٨٨ ، والكليني في الكافي ١ / ٢٨٦.
(٢) أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أمر النبي أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما. قال البزار : لم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة ، وقد صحح عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قرأ بهما في الصلاة ، وأثبتتا في المصحف. الدر المنثور ٨ / ٦٨٣.
(٣) وللإمام رأي آخر في أول ما نزل أنه الفاتحة. انظر مديح القرآن.
(٤) سبق تخريجه.