بسم الله الرحمن الرحيم
من حق العقيدة على الكتّاب وعلى الناس أن تتناولها الأقلام الجادة ، وأن تكثر فيها البحوث القيمة ، وأن تلقى من العناية ما يناسب جلال موضوعها.
وفي عصرنا هذا تصدر مطبوعات فوق الحصر لشغل الأعين والأذهان بالمسائل التافهة من لهو الحياة ولغوها ، وترف الحضارة ومجونها.
وهناك لا ريب كتب ضخمة تعالج حقائق العلم ومشكلات الوجود ، لكنها ـ للأسف ـ قلّما تتعرض بالاهتمام الواجب للإيمان بالله واليوم الآخر ، وما يستتبعه هذا الإيمان من تصحيح نظرتنا للدنيا وتفهّم رسالتنا فيها.
ولو كان الكلام عن الله وما ينبغي له من وقار ، ومن لقائه المنتظر ، وما يتطلبه من استعداد ، وعن رسله الأكرمين وما يجب لهم من اتّباع ... لو كان ذلك من النوافل التي يسوغ للمرء أن يتكاسل عنها ، ويزهد فيها ، لما كان علينا من بأس في غضّ النظر عن «العقيدة» وبحوثها!!
أما والأمر مقامرة خطرة النتيجة ، قد يربح الإنسان فيها حاضره ومستقبله ، وقد يخسرهما جميعا .. فلا بد من التفكير العميق في هذه المسألة وبذل الجهد في الوصول إلى قرار تستريح إليه النفس.
فلننظر إذن إلى الموضوع نظرة الإنسان العاقل إلى كل مشروع فيه هلاكه أو نجاته ، فهو يلتفت إليه بكل ما يملك من قوة وعزم.
وكثيرة هي الكتب التي تدفع بها المطبعة العربية في حقل الدراسات الإسلامية إلى أيدي القراء .. وعظيم ذلك الرواج الذي تلقاه الكتب التي تتصل بمباحث الإسلام بسبب وثيق أو ضعيف!
لكن هذه الظاهرة التي يسعد بها الكثيرون لا تحمل كل الإيجابيات الموضوعية الباعثة على السعادة والسرور؟!
فنحن أمة مستهدفة ، تواجه العديد من التحديات التي يفرضها عليها أعداء كثيرون ... وهذه التحديات منها ما هو ذاتي وموروث .. ومنها : ما هو خارجي ، أعد ليلعب دوره المعوق والمدمر على أرضنا ، وضمن المصادر الفكرية الموجهة لأمتنا ، وأيضا