والامتحان ، ويشهد
لذلك قوله تعالى : (وَفَتَنَّاكَ
فُتُوناً) وقوله : (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) والمراد ذلك كلّه الاختبار.
وأمّا قصّة عيسى ـ
عليهالسلام ـ فنقول : إنّما علم وجوب عقاب الكافر ، وأنّه لا يسقط
بالعفو من الشرع ، لا من العقل ، فجائز أن يكون عيسى ـ عليهالسلام ـ جوّز غفران الكفر ، كما يجوز غفران الفسق ، ومع هذا
الجواز لا يكون ذلك القول قادحا في عصمته.
وأمّا قصّة محمّد
ـ عليهالسلام ـ فإنّ الذنب مصدر ، فكما تصحّ إضافته إلى الفاعل تصحّ
إضافته إلى المفعول ، كما يضاف الضرب إلى الضارب وإلى المضروب. فالذنب المذكور
يحتمل أن يكون من ما فعله أهل مكّة بالنبيّ ـ عليهالسلام ـ قبل الفتح ، فإنّ بتقدير إسلامهم يغفر لهم ذلك الذنب ،
واضيف إلى النبي ـ عليهالسلام ـ لأنّه وقع ذلك منهم في حقّه.
وأمّا الضلال
المنسوب إليه فجائز أن يكون إخبارا عن ضلاله بين مكّة والمدينة ، فإنّه يحكى وقوع
ذلك ، وإن لم يكن متيقّنا فهو ممكن. وهذا الوجه
__________________