تكبيرات (١) ، وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرّحمن الرّحيم (٢) ، وأخرجت من أدخل بعد رسول الله (ص) في مسجده ممّن كان رسول الله (ص) أخرجه ، وأدخلت من أخرج بعد رسول الله (ص) ممّن كان رسول الله (ص) أدخله (٣) ، وحملت النّاس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنّة (٤) ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها (٥) ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها (٦) ، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم (٧) ، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه (ص) ، إذا لتفرّقوا عنّي. والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلّا في فريضة ، وأعلمتهم أنّ اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممّن يقاتل معي : يا أهل الإسلام غيّرت سنّة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعا
__________________
ـ وأعاقب عليهما : متعة النساء ومتعة الحج». مرّ بيانه.
(١) وذلك ان النبي (ص) كان يكبر على الجنائز خمسا ، لكن الخليفة الثاني راقه أن يكون التكبير في الصلاة عليها أربعا فجمع الناس على الأربع ، نص على ذلك جماعة من أعلام الأمة كالسيوطي (نقلا عن العسكري) حيث ذكر أوليات عمر من كتابه (تاريخ الخلفاء) ، وابن الشحنة حيث ذكر وفاة عمر سنة ٢٣ من كتاب (روضة المناظر) المطبوع في هامش تاريخ ابن الأثير.
(٢) وذلك أنهم يتخافتون بها أو يسقطونها في الصلاة. ولعلهم أخذوها من الخليفة معاوية راجع تفسير سورة الحمد بتفسير الزمخشري.
(٣) لعل المراد به نفسه (ع) وبإخراجه سد بابه وبادخاله فتحه. الوافي.
(٤) وذلك أنهم خالفوا القرآن في كثير من الأحكام وأبطلوا عدة من أحكام الطلاق بآرائهم.
(٥) أي أخذتها من أجناسها التسعة وهي الدنانير والدراهم والحنطة والشعير والتمر والزبيب والإبل والغنم والبقر فانهم أوجبوها في غير ذلك مثل زكاة الخيل. تاريخ الخلفاء ص ١٣٧.
(٦) ذلك أنهم خالفوا في كثير منها كإبداعهم في الوضوء مسح الأذنين وغسل الرجلين والمسح على العمامة والخفين وانتفاضه بملامسة النساء ومس الذكر وأكل ما مسته النار وغير ذلك مما لا ينقضه ، وكإبداعهم الوضوء مع غسل الجنابة ، وإسقاط الغسل في التقاء الختانين من غير انزال ، وإسقاطهم من الأذان «حي على خير العمل» وزيادتهم فيه «الصلاة خير من النوم» وتقديمهم التسليم على التشهد الأول في الصلاة مع أن الغرض من وضعه التحليل منها ، وإبداعهم وضع اليمين على الشمال فيها ، وحملهم الناس على الجماعة في النافلة وعلى صلاة الضحى وغير ذلك. راجع في إثبات كل ذلك كتاب الشافي للسيد المرتضى ـ رحمهالله.
(٧) نجران ـ بالفتح ثم السكون وآخره نون ـ وهو في عدة مواضع : منها نجران من مخاليف اليمن من ناحية مكة وبها كان خبر الأخدود ، وإليها تنسب كعبة نجران ، وكانت بيعة بها أساقفة مقيمون منهم السيد والعاقب اللذان جاءا الى النبي عليهالسلام في اصحابهما ودعاهم الى المباهلة وبقوا بها حتى اجلاهم عمر ونجران أيضا موضع على يومين من الكوفة ـ إلى آخر ما قاله الحموي في مراصد الاطلاع ٣ / ١٣٥٩ وفي كيفية إجلاء عمر إياهم وسببه. راجع فتوح البلدان للبلاذري ص ٧٧ الى ص ٧٩.