الكندي وكانا من ولاة عثمان في البلاد الإيرانية فأجاب جرير بشعر جاء فيه :
أتانا كتاب عليّ فلم |
|
نردّ الكتاب ، بأرض العجم |
ولم نعص ما فيه لمّا أتى |
|
ولمّا نذمّ ولمّا نلم |
ونحن ولاة على ثغرها |
|
نضيم العزيز ونحمي الذّمم |
نساقيهم الموت عند اللّقاء |
|
بكأس المنايا ونشفي القرم |
طحنّاهم طحنة بالقنا |
|
وضرب سيوف تطير اللّمم |
مضينا يقينا على ديننا |
|
ودين النبيّ مجلّي الظلم |
أمين الإله وبرهانه |
|
وعدل البريّة والمعتصم |
رسول المليك ، ومن بعده |
|
خليفتنا القائم المدّعم |
عليّا عنيت وصيّ النبيّ |
|
نجالد عنه غواة الأمم(٣٧) |
وممّا قيل على لسان الأشعث في جواب كتاب الإمام (٣٨) :
أتانا الرسول رسول عليّ |
|
فسر بمقدمه المسلمونا |
__________________
(٣٧) صفّين ص ١٥ ـ ١٨. وابن أبي الحديد ١ / ٢٤٧. وراجع فتوح ابن أعثم ٢ / ٣٠٥.
(٣٨) كان الأمراء إذا لم يكونوا ممّن ينظم الشعر يطلبون ممّن معهم في موارد خاصة أن ينظموا في الجواب عنهم وكان هذا المقام من الأشعث من تلك الموارد.
وجرير بن عبد الله البجلي : أسلم قبل وفاة النبيّ (ص) بأربعين يوما ، شهد حرب القادسية. أرسله رسول الله (ص) لتهديم صنم لخثعم في ذي الخلصة فذهب إليه وأحرقه. توفي سنة إحدى أو أربع وخمسين هجرية.
ترجمته في الاستيعاب. وأسد الغابة. والإصابة.
والأشعث بن قيس الكندي : أسلم مع وفد قومه إلى رسول الله (ص) في السنة العاشرة ولم يدفع الصدقة لجباة الخليفة أبي بكر ، فقاتلوه وأسروه ، فأطلقه الخليفة وزوّجه أخته أم فروة ، وشهد بعض فتوح الشام والعراق ، واستعمله عثمان على أذربيجان ، وشهد صفّين مع عليّ وكان ممّن ألزم عليّا بالتحكيم وشهد الحكمين بدومة الجندل. وتوفّي بالكوفة بعد مقتل الإمام عليّ بأربعين ليلة.
ترجمته في الاستيعاب. وأسد الغابة. والإصابة.