وثانيا قوله : «فإذا اجتمعوا على رجل فسمّوه إماما ، كان ذلك لله رضى» فإنّه قد ورد في بعض النسخ : «كان ذلك رضى» (٢٨) ، أي كان لهم رضى ، على أن يكون ذلك باختيار منهم ولم تؤخذ البيعة بالجبر وحدّ السيف. وعلى فرض أنّه كان قد قال : «كان لله رضى» نقول : نعم ، ما أجمع عليه المهاجرون والأنصار بما فيهم الإمام عليّ وسبطا الرسول الحسن والحسين ، كان ذلك لله رضى.
وأخيرا لست أدري كيف استشهدوا بهذا القول من نهج البلاغة ونسوا أو تناسوا سائر أقوال الإمام الّتي نقلها الشريف الرضي ـ أيضا ـ في نهج البلاغة مثل قوله في باب الحكم :
لمّا انتهت إلى أمير المؤمنين (ع) أنباء السقيفة بعد وفاة رسول الله (ص) قال(ع):
ما قالت الأنصار؟ قالوا :
قالت : منّا أمير ومنكم أمير. قال (ع) :
فهلّا احتججتم عليهم بأنّ رسول الله (ص) وصّى بأن يحسن إلى محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم؟! قالوا : وما في هذا من الحجّة عليهم؟
فقال (ع) :
لو كانت الإمارة فيهم لم تكن الوصيّة بهم!!
ثم قال (ع) :
فما ذا قالت قريش؟ قالوا : احتجّت بأنها شجرة الرسول (ص) ، فقال (ع) :
__________________
(٢٨) راجع نهج البلاغة ط. الاستقامة بالقاهرة تجد لفظ الجلالة «لله» بين علامتين إشارة الى أنه لم يرد لفظ الجلالة بين النسخ.